صفحة:مغني الطلاب على إيساغوجي.pdf/114

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
١١٤

(حَدْسِيَّاتٌَ كَقَوْلِنَا: نُورُ القَمَرِ مُسْتَفَادٌ مِنْ نُورِ الشَّمْسِ) لاختلاف تشكلات نورهِ بحسب قربهِ وبعدهِ عن الشمس، وخسوفهِ عند تعرُّض الأرض بينهما، فالعقل يحكم فيهِ بمجرَّد الحدس المفيد للعلم، وهو سرعة انتقال الذهن من المبادئ إلى المطالب.

والفرق بينهُ وبين الفكر، أن الفكر لا بدّ فيهِ من حركتين:

حركةٍ لتحصيل المبادئ: وهي حركةٌ من المطالب إلى المبادئ.

وحركةٍ لتحصيل الصورة: وهي حركةٌ من المبادئ إلى المطالب، بخلاف الحدس فإنه لا حركة فيهِ أصلاً.

لا يُقال: الانتقال في الحدس حركة، فكيف لا حركة فيهِ؟ لانَّا نقول الانتقال فيهِ دَفْعيٌّ، ولا شيءَ من الحركة بدَفعيّ، لوجوب كون الحركة تدريجية، إذ الحركة هي الخروج من القوَّة إلى الفعل على سبيل التدريج.

ولهذا قد يكون اختلاف الناس في الفكر بالسرعة والبُطءِ، أمَّا في الحدس فليس إلا بالقلة والكثرة.

واعلم أن