صفحة:مغني الطلاب على إيساغوجي.pdf/32

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٣٢

كان الثاني كان السؤَال عن المميز الذاتي، فيكون الجواب بالفصل القريب وحدهُ، لأن المميز الذاتي هو الفصل القريب لا غير، كما إذا سُئِل عنهُ بأّيُّ شيءٍ هو في ذاتهِ، فيصحُّ في الجواب أن يقال: أنهُ ناطقٌ، ولا يصحُّ أن يقال: أنهُ ضاحكٌ أو حسَّاس.

وإن كان الثالث كان السؤَال عن المميز العرضي، فيكون الجواب بالخاصَّة وحدها، كما إذا سُئِل عنهُ بأيُّ شيءٍ هو في عَرَضهِ؟ فالجواب عنهُ الضاحك.

ولمّا كان في قولهِ: بل مقول في جواب أيُّ شيءٍ هو في ذاتهِ نوع خفاءٍ، فسَّرهُ بقوله: (وَهُوَ الَّذِي يُمَيِّزُ الشَّيْءَ عمَّا يُشَاركُهُ فِي الجْنْسِ).

وإنما قيَّدهُ بقوله في الجنس، بناءً على أن كل ماهيةٍ لها فصلٌ فلها جنسٌ البتة (كَالنَّاطِقِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْإنْسَانِ) فأن الناطق يميز الإنسان عما يشاركهُ في الحيوان، كالفرس والبغل والبقر وغيرها، فإذا سُئِل بأيُّ شيءٍ هو في ذاتهِ كان الجواب الناطق.