صفحة:مغني الطلاب على إيساغوجي.pdf/87

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٨٧

هذه الأشكال (بَعِيدٌ عَنِ الطَّبْعِ جِدًّا)، لأنهُ لا يُستنتَج منهُ المطلوب إلا بعنايةٍ، لشدَّة مباينتهِ للأول - القريب من الطبع الوارد على النظم الطبيعي - في كلتا مقدّمتيهِ، ولهذا وُضعِ في المرتبة الرابعة.

فإن قلت: إذا كان الحدُّ الأوسط موضوعًا في الصغرى، محمولاً في الكبرى في الشكل الرابع، يكون أحد المكرَّرَين واقعًا في أول القياس، والآخر في آخره، فيكون طرفا المطلوب فيهِ مجتمعَين بين المكرَّرين، فينبغي أن يكون إنتاج الرابع أوضح الإنتاجات، فلماذا عدُّوهُ بعيدًا عن الطبع؟

قلت: لما وقع في الشكل الرابع موضوع المطلوب محمولاً في الصُغرَى، ومحمولهُ موضوعًا في الكُبرَى، احتيج عند تركيب النتيجة إلى أن يُجعَل المحمول موضوعًا والموضوع محمولاً، فاحتيج فيهِ إلى تغييرين، ولهذا عُدَّ بعيدًا عن الطبع لكثرة الأعمال عند استنتاج المطلوب، بخلاف الأشكال الباقية.

(والَّذِي لَهُ عَقْلٌ سَلِيمٌ وَطَبْعٌ