صفحة:مفيد العلوم ومبيد الهموم.pdf/191

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۱۷۵ أوعد في شئ غيره في قوله ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وماله في الآخرة من العصيب ثم قال ولا تعجبك أموالهم ولا أولادهم انما يريد الله ليعذبهم بها في الدنيا قال العلماء يعذبهم بجمعها وتزهق أنفسهم بحفظها وماتوا وهم كافرون بمنع الحق منها ثم أخبر الله تعالى ان فتنة الدنيا لا يعلمون حقيقتها حتي يتوسدوا في قبورهم على التراب كلا سوف تعلمون في القبر وقال ابن عباس في تفسير قوله تعالى قال هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا اصحاب الدراهم الذين يضعون الدراهم على الدرام والدينار على الدينار وقال صلى الله عليه وسلم سلاح هذه الامة الزهد واليقين وآخر فسادها البخل والامل وقال صلى الله عليه وسلم ان الله يبغض كل جموع منوع أكول ضروط شروب وقال ان الله تعالي ملكا ينادي كل يوم دعوا الدنيا لاهلها ثلاث مرات فمن أخذ من الدنيا فوق ما يكفيه أخذحتفه ولا يشعر وقال إذا عظمت أمتى"دنيا نزعت هيبة الاسلام منهم واذا تركت أمتي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حرمت بركة الوحي وقال اذا رأيت الله تعالى يعطى العبد على ماسيه مايحب فاتماهو استدراج ( فصل ) اعلم أن الرغبة في الدنيا تورث حب المال وحب المال يورث استحلال محارم الله عز وجل واستدلال محارم الله عز وجل يورث غضبه وغضب الله تعالى داء لا شفاء له فان الخلق في الدنيا بين الحسنات والسيئات والشهوات واللذات والتمتعات وفي الآخرة بين الحساب والدرجات والدركات وغير ذلك فاترك السيئات حتى تنجو من الدركات واترك اللذات والشهوات حتى تنجو من الحساب واعمل الحسنات حتى تبلغ الدرجات قال القفال الشاشي رحمه الله تعالى ورحم أمواتنا وأموات المسلمين كافة دخلت بغداد فرأيت الشبلي فقلت في الدنيا الاشغال وفي الآخرة الأهوال فأين الراحة قال دع أشغالها تنج من أهوالها فعلمت أنه فاضل فقلت القسام اذا قسم يتفاوت