صفحة:مفيد العلوم ومبيد الهموم.pdf/192

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۱۷۹ بين المقسوم فقال ان كان تصرفه في ملكه فيقسم كيف شاء أشار إلى أنه مالك متصرف في ملكه أغني قوما وأفقر آخرين وأمن طائفة وذل قوما وجاء رجل فقال يارسول الله ما الدنيا قال علم المنام وأهلها مجازون معاقبون قال فكيف يكون الرجل فيها قال بمقدار التخلف عن القافله فقال كم بين الدنيا والآخرة قال غمضة عين فدخل فلم يره وقال هذا جبريل أتاكم يزهدكم في الدنيافعليكم بالز هدفي الدنيا وكتب عالم الى أخ له فقال سفلى امر الدارين فكتب اليه بسم الله الرحمن الرحيم باسائلي عن الدارين أما الدنيا فأحلام وأما الآخرة فيقظة والمتوسط بينهما الموت ونحر في أضغاث أحلام لما توعدالدنيابه من شرورها * يكون بكاء الطفل ساعة يولد وقيل الدنيا فرسة والناس حمالون فقوم يحملون أعمالهم الى الجنة وقوم الى النار فان قيل ما السلة في رغبة الناس في الدنيا مع كثرة غمومها فالجواب قلة معرفتهم بعيوبها فلو كشف الغطاء لهربوا منها فان قلت ما علة زهد الأمراء في أبواب العلماء ورغبة العلماء في أبواب الأمراء فأقول أما زهد الأمراء فلقلة معرفتهم بفضيلة العلم وأما رغبة العلماء فلمعرفتهم فضيلة المال وقيل من جمع المال واقبلت عليه الدنيا ثم منع المستحقين حقهم وأدعى حقيقة أمره وزعم أنه عبد الله كان من المستهزئين بنفسه والله غفور رحيم الباب السابع في سبب رغبة الناس في الدنيا * اعلم ان سبب ذلك قلة اليقين واستيلاء الغفلة فلو تيقنوا أن دار الآخرة هي الحياة وأن العيش عيش الآخرة وأن الأنبياء أفطن منهم حيث تركوا الدنيا وآثروا الآخرة عليها لزهدوا فيها ولكنهم اغتروا بعاجل الدنيا يقينا واعتقدوا أن الآخرة خير وأبقى تقليداً اللهم الارب الصدق فانهم كوشفوا تحقيقا فلو كشف الغطاء مازدادوا يقينا في اس