صفحة:مفيد العلوم ومبيد الهموم.pdf/24

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الفصل الثاني في حده وحقيقته

فأقول حقيقة النظر هو المكر في حال المنظور فيه لمعرفة حكمه وقيل هو فكر القلب في شاهد يدل على غائب فان قبل اطنبت الخطبة واحسنت السؤال فما حجتك على صحته وأنه مؤد إلى المسلم فأقول في العالم حق وباطل والناس صنفان أهل الحق وأهل الباطل وأصحاب الصدق وأصحاب الكذب ولا بتصور معرفة الحق من الباطل الا بالنظر فالآدمي خلق كامل الرأي عظيم التدبير داركا للمعاني وأعطاه الله الادراك وهو العقل فاذا استعمله على وجهه وقع عنده العلم بالمنظور فيه كما يقع العلم بالمدركات عند الادراك فعند فتح الاجفان يبصر الأشياء وعند الاستماع والاسغاء يسمع وعند استعمال اللسان يتكلم فعند النظر يعلم ولو كان فاسدا لم يتضمن العلم لان الفاسد لا يحكم له بفضية صحيحة والدليل على أن النظر يوصل الى السلم وهو طريق الحقائق فزع العقلاء اليه اذا التبس عليهم حكم شيء من الغائبات كما يفزعون الى البصر والسمع تعريف ما يخفي من أحوال المرتبات والمسموعات واذا التبس عليهم شيء من أحوال الحواس الذوق والشم واللمس رجعوا الى النظر ( دليل آخر ) عرفنا أن النظر دليل إلى العلم ضرورة فان عقلاء العالم وجهابذة المعاني مهما نزلت بهم نازلة أو حدث لهم حادث من المشكلات المهمات فزعوا إلى النظر وتفكروا وتدبروا ليعرفوا وجه الصواب من الخطأ والحق من الباطل فعرفنا بضرورة العقل أن النظر طريق العلم فها نحن معاشر المسلمين أعرف الحق من الباطل بالنظر وتعرف الكفر من الايمان بالنظر ونعرف الله ورسوله بالنظر وأن الباطنية شر خليقة الله وهم زنادقة كفار ودهرية ضلال واعرف ان التقليد باطل ولا معصوم الا رسول الله صلى الله عليه وسلم على رغم الباطنية أعداء الله كل ذلك