صفحة:مفيد العلوم ومبيد الهموم.pdf/261

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

فاجتاز يوماً بمفرق الطرق فرأي شابا مريضاً يتأوه ويستنث فتقدم اليه وقال ماتشتهي قال أشتهي رؤية أمي والرجوع إلى وطني قال ابن منزلك قال سباح فاخذ الرجل بمجامع لحيته ولعلم نفسه وكان اسمه أبا الحسن فقال يا أبا الحسن كنت أظن أنه يشتهي فقاعا أو قصمة هريسة ادعيت الفتوة فهات المعني فرجع إلى بيته وناع داره واكتري راوية وحمولة وآلات وحمل الرجل وأوصله إلى منزله فرأي عجوزاً تبكي وتستغيث وتقول متى ألقاك قرة عيني فلما رأته غشى عليها من الفرح فلما أفاقت قالت رضي الله عنك وأدخلك الجنسة فرأي الشاب في المنام ان هاتفاً يهتف به أبشر فقد رضي الله عنك وكتب اسمك في جريدة السماء ( حكاية ) كان أبو حسان الزيادي ببغداد يسعي في مصالح المسلمين فجاءه ذات يوم رجل صالح فقال ان بيته قد تهدم وأطفاله جلوس في السوق ولا شيء بيدي أنفق عليهم فادر كني فرق له أبوحسان وحمله الى أبي غسان بن عباد وأحاسه في ناحية من الدار وقص على أبي غسان القصة وكان رجلا كرعاً مفضالا جواداً قال أوه قد أحرقت كبدى أين الرحل أيها القاضي قد أحزاني فهناك خمسة آلاف درهم عجل - اليه ليصرفها إلى وجه النفقة والعمارة وأخبره أنني مادمت حيا فتفقته وكفايته على فأخبر القاضي أبو حسان الرجل فمرح بذلك فرأي القاضي تلك الليلة في المنام ان ملكا أخذ بيده وأدخله الجنة وأراء قصرا عجيبا مكللا بالدر والياقوت ووراءه قصر حسن منه فقال له الملك يا أبا حسان ان الله تعالى خلق هـذا أقصر وأسسه من ياقوت أحمر سميك في أمر ذلك الفقير وادخال السرور في قلبه وخلق ذلك القصر باسم أبي غسان واحسانه الذي صنع مع ذلك الرجل قليعلم ان ادخال السرور في قلب الرجل المسلم من أعظم العبادات واقامة الكرم لأحلات إساب