صفحة:مفيد العلوم ومبيد الهموم.pdf/272

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۲۰۶ الباب الحادي عشر في غرور الحجاج والغزاة ويتبعه علاجه وفرقة اغترت بالغزو والحج فتخيل إليه نفسه أنه من المقربين وأنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ويعتقد أنه أصبح آمنا من عذاب الله بقوله تعالى ومن دخله كان آمنا ولا يعرف الجاهل أن هذا خبروالمراد منه الأمر يعني أمنوء مما كانت العرب تفعله من النهب والغارة ولا يعرف المسكين ان من حج واعتمر بمال حرام لا يقبل منه ومن حج مراثيا معتديا في مطعمه وملبسه فاذا قال لبيك يقال له لاليك ولا سعديك ولا يعرف المسكين أنه في حجته ضيع الفرائض لتحصيل النوافل مثال ذلك مصداق زوجته واجب عليه وارضاء غرمائه واستدلال معامله ورد مظلمته كل ذلك واجب عليه فقد ترك الواجب عليه واشتغل بالتغل فيلوح في سفره وعزمه أه يحج للسمعة وينزو لطلب الثناء فيكون ممقوتا عند الله وعند رسوله والله تعالى أعلم ( علاج ذلك ) ماذكرت ان الله تعالى لا يقبل النوافل المضيع الفرائض وان فساد هذا الدين بتضييع الفرائض وتحصيل الفضائل وان من ضيع الفرائض وترك أمر الله فأمره على خطر ولا ينجيه الا الاخلاص

  • ( الباب الثاني عشر في غرور المستدرسين الظالمين ويتبعه علاجه )*

يطول اسهال الله تعالى فترى الظالمين يفترون بطول ستر الله عزوجل وامهاله لهم كما قال الله تعالى سنستدرجهم من حيث لا يعلمون قال علماء التفسير كلما أحدثوا معصية جددنا لهم نعمة ويرون ان ذلك لكرامتهم على الله ومايدريهم أن الله سبحانه فلاهم وأقصاهم منا وحرمهم التوبة وشكر النعمة وحجبهم عن خدمته وطردهم عن بابه وكتب أسماؤهم في جريدة أهل الشقاوة فينزع عنهم ايمانهم لدي الموت ساعة الحسرة