صفحة:مفيد العلوم ومبيد الهموم.pdf/304

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۲۸۸ عمارة العالم بأربعة نفر فمتي صلح هؤلاء سلح الناس ومتى فسدوا فسد الناس وهم العلماء والأغنياء والأمراء والغزاة فالعلماء يعرفون الحلال والحرام فاذا لم يعملوا بالعلم ضل العوام وأضلوا بعتقدون الشبهة حلالا والحرام مباحاً فيضلون من حيث لا يشعرون والاغنياء أمروا بايفاء الزكاة فإذا ظلموا وجاروا وأمسكوها تضيع الفقراء والأمراء العدل والانصاف فاذا ظلموا وساروا فقد خربت البلاد والسيد العباد وظهر الفساد والغزاة الجهاد فاذ اتركوا الجهاد فيجتري العدو والروم اذا نفروا غزوا فبشروا يامعشر المتلاء السلطان العادل بطول البقاء ودوام العز في الدنيا والآخرة وبشروا الظالم بنقصان العمر والخسارة في الدنيا والآخرة ولولا خشية الملال لاطالها ولكن اللبيب يكفيه إيماء ويغنيه إنحاء وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم الباب التاسع في بيان عفو السلطان - واعلم أن قضية العقل وقضاء الشرع يقضي أن يكون ميل السلطان الي جانب العفو أكثر منه الى جانب العقوبة لانه قادر لا يعجزه شي في وقت دون وقت والعفو من شيم الكرام ولم يذكر أحـد في هذا العالم بسوء السيرة ولم ينشر صيت سلطان بالظلم والجور بل انتشر الذكر وارتفع الصيت بالعفو والغضب غول القول من غضب في جميع حالاته فهو مثل الشياطين ومن عفا وأصلح فهو شبيه بالانبياء والملائكة أما أهل الحسب والشرف فلا يغضبون الا في موضعه والعفو سبب الرحمة وفي الخبر اذا اصطفت الخلائق يوم القيامة ينادي مناد من الذي له حق على الله فليقم حتى يأخذ جزاء حقه فيطرق الخلائق رؤسهم ويقولون إن الله تعالى علينا حقوقاً وليس لنا على الله حق فيكرر النداء مرات فلا يقوم أحد ثم ينادي المنادي من الذي عفا عن لحمه في الدنيا أو عنا عن غلامه