صفحة:مفيد العلوم ومبيد الهموم.pdf/331

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الباب الثاني عشر فيا يختص بتوبته - علم ياعلم الوزراء وطراز الرؤساء وصاحب العزة القمساء والدولة الشماء أدام الله أيامك ما رفعت يد بالدعاء أن خمار الوزارة عظيم وخمارها صعب شديد فان السلطان مسؤل عما يفعله هو بنفسه وعما ينله نوابه والوزير غدا مسؤل عن عدل نفسه وعدل نوابه وعدل ما ملكت يمينه إن خيراً فخير وإن شرا فشر وفي الجملة هو مأخوذ بفعل الخير قال الله عزوجل ليحملوا أوزاهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم وقد قال جهابذة العلماء في تفسير قول الله تبارك وتعالى ولا تزر وازرة وزر أخرى يعني لاتزر وازرة طوعا واختيار أولكن تحمل عليه قهراً وانتشاراً فاذا ظلم نوابه فهو مأخوذ بظلمهم لانه ولاهم على رقاب العباد وعلم أنهم يظلمون الناس بغير الحق فلم يمنعهم نكانه رضى بفعلهم والرضا بالظلم ظلم والرضا بالفسق فسق والرضا بالكفر كفر فن تعاقل وسكت بعد العلم بذلك فقد هلك من حيث لايشمر وان كان له حسنة وكان له خصوم تؤخذ منه ومن لم يكن له حسنة فيطرح عليه أثقال المخصوم وذنوب القوم فيا معشر الوزراء الاعتبار الاعتبار ويا أعلام الرياسة الاعتدار الاعتذار وعن سر هذا ألقى عمر درته وقال لا أريد الخلافة من يأخذها بما فيها وعن هذا قال رسول الله صلي الله عليه وسلم مامن وال الا ويود يوم القيامة أن لو أعطي قوتاً من الدنيا فمتى ظلم النواب والعمال في الولاية وعلم به الوزير فلم يمتعهم فهو معاقب يوم القيامة ومسؤل عنه فيالجيا لمن يدعي المهم وهو أعمى يحرق نفسه لاحل الغير ويسود صحيفته لاجل غيره وبيع آخرته بدنياه ان كان في هذا عقل فما في عالم الله تعالي جهل فاذا قطع الطريق في حدود ولايته فهو مسؤل عنـه فان قال كنت عاجزاً فيقال هلا سلمتها إلى قوى قادر