صفحة:مفيد العلوم ومبيد الهموم.pdf/372

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

٣٥٦ الباب الثامن في مراتب الجيد يوم الحرب * من شهامة ذلك أن لا يقدم الشباب في وجه العدو ويوم الحرب ولا الشيوخ ولا الاغنياء ذوى الاملاك فان سحب الحياة والحاء والمال يمنسهم عن الحرب بل يقدم أصحاب الحمية وأهل الحسب والشجعان فانهم يأنفون أن يظهر عليهم العدو فيبذلون المهج في مكافحته وإذا التقى الجمعان يعرض على العدو الصلح والامان حتى تذهب عنه نخوة البغي والكبر وان ظفرت عليه فاشكر الله تعالى بالصدقات والخيرات وان تشاغب الجند فتدارك ذلك قبل أن يتسع الحرق على الراقع فان خطره عظيم واياك ثم إياك من الغرة في وقت الظفر فاحفظ نفسك وعسكرك في تلك الحالة فكم من منصور أصبح مأسوراً وكم من فرحة صارت ترحة لان العسكر يشتغلون بشن الغارات فيهجم العدو وحاشا للملك وصاحب الجيش ان يحارب بنفسه فهو مخاطرة عظيمة أن سلم فمن مخاطرة وإن هلك فقد طل دمه وهدر وجرح الحما جبار وينزل عسكره يوم الحرب على طبقات الطبقة الأولى الشجعان والمبارزون والطبقة الثانية من على هؤلاء والطبقة الثالثة أبناء الملوك والأمراء والطبقة الرابعة أهل البراز الذين يبارزون يوم الحرب والطبقة الخامسة القادة والاسفهسلارون والطبقة السادسة العمال وأهل التدبير والطبقة السابعة سائر القوم ويبدأ يوم المصاف بالخلع والهدايا ستي ينطاع له العسكر فالانسان عبدالاحسان ومن قتل في المصاف فيقيم أولاده مقامه ويقرر عليهـم عطاياهم ومن أصابه جراحة أوهلك بعض أطرافه فحقيق الملك أن يحسن إليه في مدة عمره الباب التاسع في بيان أول حرب وقع في الدنيا * وقعة الجن ثم قتال الملائكة مع الجن «قهروا الحن من سفك الدماء