صفحة:مقدمة فى النحو (1961) - خلف الأحمر.pdf/26

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۲۰ - كذلك كانوا لا يراجعون خلفا في قول إن قال ، ولا في رأي إن رأى ، ولا يكاد يضاهيه أحد في القدرة على صوغ الشعر الفحل ، والعلم بالشعر و نقده ، فهو في ذلك نسيج وحده . . ، والعلماء بالشعر ، كما يقول أبو عمرو ابن العلاء : أقل من الكبريت الأحمر . وقال أبو حاتم السجستاني ، قال الأصمعي

كأنما جعل علم لغة ابني نزار ، ومن كان من بني قحطان

على لغة ابني نزار ، بين جوانح خلف الأحمر ! والأصمعي هو القائل : ذهبت بشاعة الشعر بعد خلف الأحمر ؛ فقيل له : كيف وأنت حي ? فقال : إن خلفـأ كان يحسنه كله ، وما أحسن منه إلا الحواشي ! وكيف لايقول الأصمعي ذلك ، وما أخذ نقد الشعر وعلمه إلا من خلف ؟ . وحكمي محمد بن سلام الجمحي في طبقاته (1) : اجتمع أصحابنا أنه كان أفرس الناس ببيت شعر وأصدقه لساناً ، كنا لانبالي اذا إخذنا عنه خبرا أو أنشدنا شعرا أن لا نسمعه من صاحبه ؟ ومثل ذلك يقول أبو زيد الأنصاري ، قال محمد بن إسحق النديم ( ٨٧ ) ، وقرأت بخط إسحق قال لي أبو زيد : أتيت بغداد حين قام المهدي" محمد ، فوافاها العلماء من كل بلدة بأنواع العلوم ، فلم أر رجلا أفرس" ببيت شعر من خلف ، ولا عالماً أبذل لعلمه من يونس ويقول الجاحظ : طلبت علم الشعر عند الأصمعي فوجدته لا يعرف إلا غربيه ، فسألت الأخفش فلم يعرف إلا" إعرابه ، فسألت أبا عبيدة فرأيته ♦ لاينفذ إلا فيا اتصل بالأخبار . قلت : وإن جميع ماذكره الجاحظ هنا متفرقا قد جمعه الله في خلف الأحمر ، وقد أقر الجاحظ آنها بمثل ذلك . (۱) طبقات فحول الشعراء ( ص ٢١ ) بشرح الأستاذ المحقق محمود محمد شاكر ( دار المعارف مصر ) .