صفحة:مقدمة فى النحو (1961) - خلف الأحمر.pdf/29

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۲۳ - لقتيلا دمه ما بطل إن الشعب الذي دون "سلع. ونحله ابن أخت تأبط شرا ، وجاء في إنباء الرواة ( 348/1 ) أن هذه القصيدة التي مطلعها هذا البيت جازت على جميع الرواة فما فطن لها إلا بعد دهر طويل بقوله : خبر ما نابنا مصمثل جل حتى دق فيها الأجل فقال بعضهم : ( جل" حتى دق فيها الأجل ) من كلام المولدين ، فحينئذ أقر بها خلف ، ثم قال ابن قتيبة : كان يقول الشعر وينحله المتقدمين لقد ذكرنا بإيجاز رأينا في أخبار الرواة ، وأنها كسائر الأخبار تحتمل الصدق والكذب ، فلا ينبغي أن تقبل إلا بعد تمحيصها ، واستبطان خوافيها ، ومعرفة أحوال راويها ، فما آفة الأخبار إلا روانها ، ثم رأينا أن ابن قتيبة ذكر في الشعراء أن خلفاً هو القـائل للشعر الذي أوله (إن بالشعب الذي دون سليع) وأنه نحله ابن أخت تأبط شراً ، وأن القفطي ذكر في إنباء الرواة أن هذه القصيدة قد جازت على الرواة حتى فطن لها من سمع ( جل" حتى دق فيه الأجل" ) ورأى أن مثل هذا المعنى لا يتغلغل اليه الأعرابي ، فهو من معاني المولدين . أما ما ذكره ابن قتيبة أن خلفا نحل هذا الشعر ابن أخت تأبط شرا ، وأنه كان يقول الشعر وينحله المتقدمين ، فكيف نصدق هذا الخبر . ونكذب أبا تمام في حماسته ، حيث عزا هذا الشعر إلى تأبط شراً نفسه لا لابن أخته ؟ وهو في الأغاني ( ٨٦/٦ ) وفي أمالي المرتضى ( ۲۸۰/۱ ) وفي الحماسة الخالدية معزو" الى الشنفرى؛ وأما الذي قال : إنه أشبه بكلام المولدين فهو النمري أحد شراح الحماسة المتقدمين ، وقد علل ذلك بأن الأعرابي لايتغلغل إلى مثل هذا ، ورد" عليه أبو محمد الأعرابي" قائلا : بل الأعرابي" قد يتغلغل إلى ادق" من هذا لفظا ومعنى