صفحة:مقدمة فى النحو (1961) - خلف الأحمر.pdf/32

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ٢٦ - الرجل في شعر غيره هوى" وتعنتا ، ورأس هذا الأمر حماد الرواية ( – ١٥٥ هـ ) ، وقد لقب بالراوية لهذا الاتساع » . ثم قال : وقد وضع خلف قصائد عدة على فحول الشعراء ذكروا منها قصيدة الشنفري المشهورة بلامية العرب التي أولها أقيموا بني أمي صدور مطيتكم فإني إلى قوم سواكم لأميل قال الرافعي : وما أشبه أن تكون هذه القصيدة أو أكثرها كذلك ، والرافعي بما ذكر لم يخرج عن قول ما قيل ، ولم يمحص هذه الأقوال ومن كبار هؤلاء الأدباء الدكتور طه حسين الذي يقول في خلف الأحمر : : « فأما خلف فكلام الناس في كذبه كثير ، وابن سلام ينبئنا بأنه كان أفرس الناس ببيت شعر ... » يريد من ذلك أن خلفا لبراعته في صوغ الشعر كان يستطيع قول الشعر الفحل ونحله ، غير أن ابن سلام أراد نقيض ما أراده له ، حين قال : « أجمع أصحابنا أنه كان أفرس الناس بيت شعر وأصدقه لسانا : كنا لانبالي اذا أخذنا عنه خبراً أو أنشدنا شعراً ألا نسمعه من صاحبه » ، وحسبنا الجمحي الحجة توثيقا لخلف الأحمر ، فالدكتور يتهم خلفا بالكذب ، وابن سلام يؤكد لنا أن خلفا كان أصدق الناس لسانا . ( رجوع الى الحق وزهره ونسكم . – رأينا مقدرة خلف على صوغ الشعر الفحل ، وبراءته في محاكاة شعراء الجاهلية ، وأنه قد يكون حله ذلك على الزهر والإعجاب بنفسه في عصر الشباب فسولت له أن ينحل شعره غير قائله ، ثم عرف في شيخوخته أن ذلك كان من نزوات الشباب وغرور العبقرية فعزف عن الدنيا وباطلها ورجع إلى الحق وصدق في توبته فرفض مابذله له بعض الملوك من المال ليتكلم في بيت من الشعر