صفحة:نتائج الأفهام في تقويم العرب قبل الإسلام (1305 هـ) -محمود باشا الفلكي، ترجمة-أحمد زكي أفندي.pdf/8

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
(٤)

رأيهم يدوّنونه كتابا في التاريخ على أن مثل هذا التاريخ لا يخلو من أن يكون مستورا بظلمات الاوهام محشوّا من سقط الكلام

ولقد كان المؤلفون من العرب في صدر الاسلام على هذه الحالة فانهم لما لم يكن لديهم من الآثار ما بسستنبطون منه صحيح الاخبار ويرجعون للتحقيق اليه ويعوّلون في اعتماد النقل عليه التزموا التنقل من اقليم الى اقليم والتغـرب من بلد الى بلد مهتمين برواية الحوادث القديمة والوقائع الماضية وسير الامم الغابرة التي سلمت من غوائل النسيان والتقطها الخطباء والشعراء وجعلوها موضوع رسائلهم النثرية ومنظوماتهم الشعرية

ولا يخفى أن مؤلفي العرب لم يبتدئوا في تدوين التاريخ الا بعد الهجرة بقرنين أو ثلاثة وفي ذلك دليل كاف على معرفة الصعوبة العظيمة التي كابدوها للتوصل إلى فهم كيفية التوقيت عند العرب بطريقة مضبوطة قويمة وهذا هو ينبوع الخلاف والجدال ومصدر تشعب الآراء والأقوال في كيفية التقويم عند أولئك الاقوام

فقد أجمع المؤرخون على أن الوثنين من العرب كانوا يحسبون أوقاتهم بالسنة القمرية الشمسية ولكن ظواهر عبارات المفسرين وشراح الحديث الشريف وأئمة اللغة تفيد أن العرب لم يستعملو البتة سوى السنين القمرية المبهمة وقد وقع هذا الخلاف بعينه بين علماء الافرنج فذهب الى الرأي الأول پوكوك وجانيبر وغوليوس و پريدو وغيرهم

والموسيوكوسان دو پرسوال ورجح الثاني جماعة منهم الموسيو

سلڤستر