صفحة:نحن ورومة والفاتيكان (الطبعة الأولى).pdf/17

تم التّحقّق من هذه الصفحة.

ظهرت في عهـد لاوون الثالث. في السنة ٧٢٦ «وإبطال أحكامها الرديئة». فجاءت وظيفة البطريرك في القانون الجديد قائمة بذاتها مستقلة وجاءت مهمته منفصلة عن مهمة الإمبراطور الفسيلفس. فالدولة في الأباناغوغة كالإنسان تتألف من أعضاء كثيرة. وأعظم هذه الأعضاء وأهمها الإمبراطور والبطريرك. فالإمبراطور يؤمن سلماً للنفوس والأجساد وسعادة والبطريرك يقوي التآلف في الإيمان الواحد ويبعد المؤمنين عن الهرطقات والخطيئة ويقودهم إلى التوبة. الإمبراطور يتوخى الإحسان والميرة فإن أخفق أساء إلى الملك الذي توارث عن السلف. أما البطريرك فإنه يهدف إلى خلاص النفوس التي ائتمن عليها إلى العيشة لأجل المسيح وإلى نكران العالم1. هذا ما جاء في الأباناغوغة وهو ما عمل الروم به في الدين والدولة2.

وقد حفظ لاوون الشماس في تاريخه نص خطاب ألقاه الإمبراطور يوحنا جيمسكي (٩٦٩ - ٩٧٦) وقال فيه: «هنالك سلطة واحدة صنعت من العدم نظام العالم المنظور وغير المنظور. وإني أعترف بسلطتين في عالمنا هذا بسلطة الكهنوت والسلطة الإمبراطورية. وقد ائتمن الخالق الواحدة على حفظ النفوس والأخرى على حكم الأجساد وليس لأية منها أن تقصر في القيام بواجبها بل يجب حفظها كاملتين نشيطتين». وقال ميخائيل بسلوس العالم والسياسي ويوحنا أفخينا قولاً مماثلاً في القرن الحادي عشر. فالإمبراطور والبطريرك عند يوحنا مقامان من الله وكلاهما للمسيح وكلاهما ممسوحان من الله3. ومن هنـا تكريس الإمبراطور ومنحه حق التناول من المائدة. ولكنه لم يكن في أي وقت من الأوقات کاهناً أو شماساً أو أسقفاً أو قيصراً وبابا. ولم يشق أساقفة الروم في أي وقت من الأوقات شقاء إخوانهم أساقفة الغرب في تسلم سلطتهم من أمراء زمنيين، والإشارة هنا إلى مشكلة التثبيت التاريخية «Investiture».

ولم يرض البطريرك المسكوني ميخائيل الأول «كيرلاريوس»


  1. Zepos, J. et P., Jus Graecopomanum, II, 240 ff.
  2. Ostrogorsky, G., The Byzantine State 213, n, 2.
  3. Brehier, L., Le Schisme Oriental, 75, 275; P.G., Vol. 120 Cols. 1163, 1183.
- ١٧ -