صفحة:نحن ورومة والفاتيكان (الطبعة الأولى).pdf/26

تم التّحقّق من هذه الصفحة.

القسطنطينية لقب البطريرك المسكوني وتبعه في ذلك خلفاؤه. وفي السنة ٥١٨ وجهت الأوساط الإكليريكية الأنطاكية رسالة إلى البطريرك القسطنطيني يوحنا الثاني (٥١٨ – ٥٢٠) فاعتبرته بطريركاً مسكونياً. وكتب هـذا البطريرك إلى زميله الأوروشليمي ووقع متخذاً اللقب البطريرك المسكوني 1.

وجاء يوستنيانوس بقوانينه وشرائعـه فاعتبر كل بطريرك قسطنطيني بطريركاً مسكونياً، وأشار إلى أسقف رومة بما يجوز تعريبه هكذا: «صاحب القداسة رئيس أساقفة المدينة الأولى رومة وبطريركها»2. وفي أعمـال المجمع المسكوني الخامس ما يؤيد هذا كله. فالإشارة إلى أسقف القسطنطينية جاءت مقرونة باللقب البطريرك المسكوني3. وعلمت رومـة بهذا كله في حينه ولم تعترض. ثم نشبت مشادة بين غريغوريوس الأول البطريرك الأنطاكي وبـين إستيريوس والي الشرق بين السلطة الروحية والسلطة الزمنية في الولاية نفسها. فعقد مجمع مكاني بسبب هذه المشادة في القسطنطينية في السنة ٥٨٧ وترأس جلساته يوحنا الصوام بطريرك القسطنطينية وخرج غريغوريوس نقي الثوب بريئاً. ولكن بيلاجيوس الثاني بابا رومـة اعترض على عقد المجمع بدون علمه وعلى اللقب البطريرك المسكوني الذي ورد في أعمال هذا المجمع مقروناً باسم بطريرك القسطنطينية. وشدد بيلاجيوس على وكيله في القسطنطينية ألا يشترك مـع يوحنا ما دام متمسكاً بهذا اللقب. فلم يكترث الصوَّام لهذا كله فاكتفى بيلاجيوس بأن شكا أمره إلى زميليه البطريرك الأنطاكي والبطريرك الإسكندري معترفاً بعمله هذا بحق هذين البطريركين في التدخل لحل المشكلة التي نشأت بين رومة القديمة ورومة الجديدة. وهو عرف لا تزال الكنائس الشرقية تعمل به عند اشتداد الأزمات.

ثم خلف بيلاجيوس غريغوريوس الكبير (٥٩٠ - ٦٠٤) فرأى في إقدام زملائه القسطنطينيين على التلقب بالمسكوني خطراً يهدد وحدة الكنيسة فكتب إلى يوحنا في السنة ٥٩٥ يرجوه المحافظة على «التواضع» الذي يحفظ اتفاق جميع


  1. Mansi, VIII, Cols. 1038, 1066 - 1067.
  2. Code I, 1.
  3. Gelzer, H., Der Streit Uber den Titel des Aikumenischen Patriarchats, lahrbucher für Prot. Theologie, XIII, 49 ff.
- ٢٦ -