صفحة:نحن ورومة والفاتيكان (الطبعة الأولى).pdf/28

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
وَاحدَةٌ مُضْطَربَة

وكانت دولة رومـة قد دالت في الغرب فخلت عاصمتها الأولى من إمبراطور روماني منذ السنة ٤٧٦. ولم يبق للدولة الرومانية سوى عاصمة فعليـة واحدة هي رومة الجديدة. وعظم شأن هذه واكتظت بالسكان فبلغ عددهم في القرن السادس نصف مليون أو أكثر1. وصمدت في وجه البرابرة وحفظت تراث الجدود فأصبحت في العصور الوسطى قبلة أنظار العالم المتمدن في الشرق والغرب معاً. وظلّ الملك للواحد الأوحد فيها وظل الإمبراطور القسطنطيني ممثله الأوحد فظلت الأراضي التي خضعت لرومة في الغرب خاضعة في المبدأ لإمبراطور القسطنطينية، وأمسى حكام هذه الأراضي الغربية أعضاء في هيرارخية سياسيـة مسيحية يرأسها هـذا الإمبراطور الشرقي وينثر عليهم الألقاب2. فكان من الطبيعي جداً أن يكتسب أسقف رومة الجديدة نصيباً وافراً من الإكرام والاحترام والنفوذ والزعامة وأن يستمسك باللقب «المسكوني».

وصغرت رومة القديمة وتقوّض سرادق مجدها فلانت شوكة أساقفتها ومالت دعائم عزمهم فشق عليهم ذلك فازدادوا تمسكاً بتقدم بطرس على الرسل وتقدم كنيسة رومة على سائر الكنائس وفي السنة ٧٩٥ رقي السدة الرومانية كاهن وضيع متواضع تقي ورع هو لاوون الثالث. فلقي مقاومة عنيفـة من أنسباء سلفه أدريانوس الأول. وكان في هؤلاء جلاقة ودناءة فهجموا عليه في عيد القديس مرقس في السنة ٧٩٩ وحاولوا تشويه جسده. ففر من رومة بعد التئام جرحه والتجأ إلى بلاط كارلوس الكبير وشكا أمره إليه. ولا نعلم ماذا جرى بين الاثنين


  1. Andréadès, A., Population de l'Emp. Byz., Bull. Inst. Arch. Bulgare, 1935, 117 ; Baynes Moss, Byzantium, (Econ. Life); Bréhier, L. Civilisation, 81 ff.; Dolger, F., Rom in der Gedankenwelt der Byzantiner Zeit. Kirchengesch.. 1937, 13 ff.
  2. Dolger, F., Die Familie de Konige im Mittelalter, Hist. J b., 1940, 397-420.
- ٢٨ -