صفحة:نحن ورومة والفاتيكان (الطبعة الأولى).pdf/40

تم التّحقّق من هذه الصفحة.

القسطنطينية وأورشليم هو رئيس أساقفة وأنه لا يجوز أن يكون في الكنيسة أكثر من هؤلاء الخمسة «ما دام الجسد لسيت فيه حاسة سادسة» 1. ووقفت كنيسة أوروشليم موقف شقيقتها كنيسة أنطاكية فشجبت الإضافة إلى دستور الإيمـان والقول بانبثاق من الآب والابن وصنف سمعان الثاني بطريركها رسالة بهذا المعنى2. وقد أوضح العلامة الألماني ميشال أمر هذه الرسالة وأكد أنها من قلم البطريرك سمعان وتعود إلى القرن الحادي عشر3. ولا نعلم شيئاً عن كنيسة الاسكندرية في هذه الفترة ولا يجوز التكهن عند سكوت المصادر!

ويلاحظ هنا أن حرم هومبرتو لم يشمل الكنيسة الأرثودكسية بأسرهـا وإنما أطلق ضد بطريرك واحد وإنه أعلن بعد وفاة لاوون التاسع وإنه لم يصدق على هذا الحرم أحد من الباباوات التابعين4! وأن السيميومة لم تشمل الكنيسة الرومانية بأسرها ولم تذكر أحداً من رؤسائها.

وحرم هومبرتو والسيميومة في نظرنا عرض من أعراض علـة مزمنة كانت ولا تزال تنتاب الكنيسة الجامعة. فكنيسة رومة ما فتئت منذ القرون الأولى تطالب بالسلطة لا التقدم في الكرامـة فقط وكنائس الشرق ما فتئت منذ القرون الأولى ترد هـذا الطلب مؤكدة تساوي الرسل والأساقفة والبطاركة مبينة أن السلطة العليا في الكنيسة هي في يد المجمع المسكوني وأن المجامع المسكونية أجمعت على هذا الموقف من رومة.

ثم جاءت موقعة ملاذكرد الشهيرة في آب السنة ١٠٧١ وانتصر الأتراك السلاجقة في آسية الصغرى انتصاراً حاسماً ووقـع الإمبراطور رومانوس أسيراً في يدهم فكتب خلفه ميخائيل السابـع إلى غريغوريوس السابع بابا رومة بطلب المعونة من الغرب للدفاع عن الكنيسة والدولة في الشرق وبعد بالسعي لإعادة العلاقات بين فرعي الكنيسة إلى ما كانت عليه. فوافق البابا ولكنه أعلن في السنة ١٠٧٦


  1. P. G., Vol. 120, Col. 757.
  2. Leib, B., Deux Inedits Byzantins, Or. Christ., IX, 85 - 107.
  3. Michel. A., Amalfi und Jerusalem, Or. Christ., 121, 34 - 47.
  4. Jugie, M., Schisme Oriental, 230.
– ٤٠ -