صفحة:نحن ورومة والفاتيكان (الطبعة الأولى).pdf/41

تم التّحقّق من هذه الصفحة.

الديكتاتوس الشهير «Dictatus Papae» واستقل برأيه في الباباوية والكنيسة وانفرد به دون إخوانه البطاركة الأربعة ودون عرضه على مجمع مسكوني فباعد وانحرف وزاد الشقاق اتساعاً. وتألف هذا الديكتاتوس من سبعة وعشرين بنداً ملؤها تعظيم الحبر الروماني وحصر السلطة في يده: إن الكنيسة الرومانية وحدها مقامة من الله والحبر الروماني وحده يستحق اللقب المسكوني ونائبه يتقدم سائر الأساقفة في المجمع ولو كان دونهم رتبة. وهو وحده يسن شرائع جديدة وهو الرجل الوحيد الذي يقبل الأمراء رجله وهو الوحيد الذي يجب ذكر اسمه في جميع الكنائس وحكمه لا يرفض وهو وحـده يقدر أن يرفض أحكام الجميع وكنيسته لم تغلط أبـداً ومن لا يوافق الكنيسة الرومانية لا يكون ابن الكنيسة الجامعة1.

ووجه مناوئ البابا غريغوريوس السابع في السنة ١٠٨٠ رسالة إلى يوحنا متروبوليت كيف راجياً تدخله في القسطنطينية للاعتراف به بطریرکاً وبابا على رومة. فكتب متروبوليت كيف يأسف لانحراف رومة عن قرارات المجامـع المسكونية في أمور أهمها القول بالانبثاق من الآب والابن ونصح إلى إقليمس أن يرسل من يمثله إلى القسطنطينية ليعلن انسجامه مع التقليد القويم.

وفي السنـة ١٠٩٠ كتب الشماس نيقولاووس إلى ثيوفيلاكتوس متروبوليت أوخريدة يسأل رايه في أخطاء اللاتين. فأكد هذا الحبر العلامة أن بعض الأخطاء التي تنسب إلى اللاتين ليست مهمة وآلمه جداً أن يستمر الروم في التفتيش عن أخطاء غيرهم ولكنه خشي أن يؤدي ادعاء رومة بالسلطة وخروجها عن قرارات المجامع المسكونية في أمر الفيليوكوي إلى انشقاق أليم وأضاف في مناسبة أخرى أنه من الهزء ببطرس الرسول أن نستند إلى سلطة مستمدة منه لنعلن عقيدة لم تقرها المجامع المسكونية2.

ثم هيأ الله في هذه الفترة رجلاً باراً هو البابا أوربانوس الثاني (١٠٨٨ -


  1. Peitz, W., Das Originalregister Gregors VII, 265 ff; Hofmann, K., Der Dictatus Papae, (1933).
  2. P. G., Vol. 125, Cols 221 - 241.
– ٤١ -