صفحة:نحن ورومة والفاتيكان (الطبعة الأولى).pdf/42

تم التّحقّق من هذه الصفحة.

۱۰۹۹) فلوى العنان وردَّ الجماح وواصل وأحسن الصلة. ووافق ظهوره وصول الإمبراطور اليكسيوس إلى العرش. وكان هذا مثقفاً متضلعاً من الفلسفة واللاهوت دمث الأخلاق سلساً يؤثر السياسة على العنف. وكان البطريرك المسكوني نيقولاووس الثالث النحوي (١٠٨٤ - ۱۱۱۱) عالماً كبيراً وراهباً باراً وديعاً تقياً فعادت المياه إلى مجاريها وحل الوفاق والوئام محل التراشق والتخاصم.

ولمس أوربانوس الخطر التركي الذي كان يهدد الكنيسة في الشرق فلبى طلب اليكسيوس ودعا إلى الحملة الصليبية الأولى وأوجب على ممثله فيهـا وعلى أمرائها احترام السلطات الروحية في الشرق وإعادة الأوقاف إليها. وهب سمعان الثاني البطريرك الأوروشليمي اللاجيء آنئذ إلى قبرص إلى التعاون مــع الصليبيين بكل ما أوتي من مقدرة وحكمة. ولدى استيلاء الصليبيين على أنطاكية أسرع زعماؤهم إلى الإفراج عن البطريرك الأنطاكي يوحنا السابع وإلى إعادته إلى سابق حريته وكرامته. وأمروا بتنظيف كتدرائية أنطاكية وكنيسة السيدة فيها مما لحق بها من الأقذار في عهد السلاجقة. ثم ترأس يوحنا السابع حفلة التطهير والتكريس واشترك معه أساقفة اللاتين وكهنتهم. وبعد ذلك بقليل استولى ريموند أمير تولوز على البارة وأراد أن يحولها إلى مدينة مسيحية ورشح بطرس التربوني لأسقفيتها فسامه أسقفاً البطريرك الأنطاكي يوحنا السابع.

وتوفي أوربانوس الثاني في تموز السنة ١٠٩٩. وكان بوهيموند الأمـير الصليبي منهوماً بالسلطة طامعاً في إمارة أنطاكية. وكان الإمبراطور اليكسيوس شديد الحرص على إعادة هذه الإمارة إلى الروم. فلجأ بوهيموند إلى بطرس برشلاوس فزعم هذا أن أندراوس ظهر له وأنه أمره أن يقول إلى بوهيموند أن أنطاكية له ما دام تقياً صالحاً وأنه لا بـد من مقاطعة الروم وكنائسهم وانتخاب بطريرك لاتيني على كنيسة أنطاكية. ووقع بوهيموند أسيراً في يد الأتراك في تموز السنـة ١١٠٠ فتجنى على البطريرك الأنطاكي يوحنا السابع ورمـاه بالتواطؤ مع الأتراك وأكرهه على الخروج من أنطاكية. ثم جعل من برناردوس

– ٤٢ -