صفحة:نحن ورومة والفاتيكان (الطبعة الأولى).pdf/43

تم التّحقّق من هذه الصفحة.

والنسية أسقف أرتاح بطريركاً لاتينياً على أنطاكية. ولا صحـة في القول بأن يوحنا السابع استقال فنصب برناردوس. فيوحنا السابع لم يستقل قبل وصوله إلى القسطنطينية واستقالته هذه ارتبطت منذ لحظتها الأولى بانتخاب خلف أرثوذكسي له هو يوحنـا الثامن. وكان سمعان الثاني بطريرك أوروشليم قد فر من جور الأتراك السلاجقـة هو وأساقفته إلى قبرص. وكان أيضاً قـد توفي قبيل استيلاء الصليبيين على المدينة المقدسة. فأقام الصليبيون بطريركاً لاتينيــاً هو أرنولفوس روهيز. وكان هذا واعظاً وأديباً ولكنه لم يكن زاهداً تقياً فأبعد الكهنة الأرثوذكسيين عن كنيسة القبر واضطهد وعذب فأثار غضب الشعب الأرثوذكسي وكهنتـه. واعتبر الأمراء والبطاركة الصليبيون الأرثوذكسيين أبناء الكنيسة الجامعة فأخضعوهم لسلطة أساقفة اللاتين وفرضوا عليهم العشر كسائر المسيحيين اللاتينيين ولم يبق في الإمارات الصليبية هيرارخية أرثوذكسية شرقية ولكن رقعة هذه الإمارات كانت ضيقة ولم تشمل جميع الأبرشيات الأنطاكية فظل هنالك أساقفة أرثوذكسيون في مدن دمشق وحمص وحماة وحلب وسائر المشرق وظل على رأسهم بطريرك أرثوذكسي شرعي نـافر من أحكام الأمراء الصليبيين وبطاركتهم ورئيسهم بطريرك وبابا رومة، وهكذا فإن الحرب التي أرادها أوربانوس الثاني وسيلة للدفاع عن الكنيسة الشرقية ولتنشيطها أمست في عهد خلفائه الأقربين أداة ذلال لها وتشويه وتخريب.

وفي السنة ١١٩٨ رقي السدة الرومانية إنوشنتش الثالث. وهاله ما حل بالإمارات الصليبية من تقلص في حدودها وضياع لهيبتها وعلم بتفكك الدولـة الأيوبية فرغب في حملة صليبية رابعة ودعا إليها وشوق وأحبها حملة عامة يشترك فيها جميع المسيحيين في غرب أوروبة وشرقها. وعلم الإمبراطور اليكيوس الثالث بما خالج فؤاد هذا البابا وبالنفور الذي باعد بينه وبين إمبراطور الغرب فكتب إليه «في إمبراطورية واحدة وكنيسة واحدة». ولكن إنوشنتش لم يرض عن إمبراطور شرقي أرثوذكسي فرد يفاوض في اتحـاد الكنيستين فتباطأ الإمبراطور فأنذر إنوشنتش أنه إذا قاوم الإمبراطور أمر اتحاد الكنيستين أيد البابا حق أسرة

– ٤٣ -