صفحة:نحن ورومة والفاتيكان (الطبعة الأولى).pdf/45

تم التّحقّق من هذه الصفحة.

فاشيـاً. وعبثاً حاول إنوشنتش ترقيع الطابق لأنه أصر على اعتبار الحملة الصليبية الرابعة أداة حق في الاقتصاص من الروم لأنهم لم يعترفوا بسلطـة رومة1.

ولدى استيلاء اللاتين على القسطنطينية قامت في نيقية حكومة أرثوذكسية بزعامة أسرة اللاساكرة. واستقال البطريرك المسكوني يوحنا العاشر في السنة ۱۲۰۷ واستخف الروم بالبطريرك اللاتيني توما موروسيني «لجهله وحقارته»2 فأقاموا ميخائيل الرابع بطريركاً مسكونياً في نيقية. وتقوت هذه الدولة الجديدة بسرعة شديدة، ولم يكتب للإمبراطورية اللاتينية التي قامت في القسطنطينية عمر طويل. فإنها كانت منذ نشأتها إقطاعية ضعيفة في الحرب والسياسة، وكانت مقسمة الولاء في الدين بنقصها الشيء الكثير من توحيد الكلمة. فرعايا الإمبراطور اللاتيني ظلوا أرثوذكسيين يوالون البطريرك المسكوني في نيقية و كذلك رجال الدين بينهم.

وسقطت الامبراطورية اللاتينية في الخامس والعشرين من تموز سنـة ١٢٦١ ونودي بمخائيل الثامن باليولوغوس إمبراطوراً. وفتح الباب الذهبي الذي سده الإفرنج ودخل ميخائيل العاصمة منه. وصعد متروبوليت كيزيكوس إلى أحد الابراج حاملاً أيقونة العذراء وصلى على مسمع من الجماهير ثلاثة عشر أفشيناً. وكان ميخائيل يكشف رأسه ويركع على الأرض عند تلاوة كل أفشين وينهض وينهض الشعب معـه صارخين كيريه إيلايصون. ثم ذهب الإمبراطور إلى كنيسة الحكمة المقدسة وصلى وشكر.

ووصل أوربانوس الرابع إلى السدة البابوية في السنة ١٢٦١ أيضاً ورغب رغبة شديدة في إعادة اللاتين إلى سابق حكمهم في القسطنطينية. فتقرب ميخائيل الثامن من البابا الجديد وأغراه باتحاد الكنيستين فعدل أوربانوس عن فكرة الحملة


  1. Epist. XI, 47.
  2. Nicetas. Hist., 854 - 855.
– ٤٥ -