صفحة:نحن ورومة والفاتيكان (الطبعة الأولى).pdf/48

تم التّحقّق من هذه الصفحة.

والبطريرك المسكوني يوسف ومرقس متربوليت أفسس وبيساريون العالم الأديب وسليستروس سيروبولوس الذي أصبح فيما بعد مؤرخ هذا المجمع. وأوفد أمير الروس إسيذوروس رئيس أساقفة موسكو. وعارض الإمبراطور عدد غير قليل من وجهاء الروم من رجال الدين والدنيا وأكدوا ليوحنا أن عمله هذا «سيؤدي حتماً إلى ضياع الأرثوذكسية النقية وإلى عودة اللاتين إلى الحكم في الشرق بسابق فظاظتهم وجشعهم». وأفضل مثال على هذه المعارضة الكبيرة ما كتبه يوسف برينوس في ذلك العصر نفسه فإنه قال: «ولا ينخدع أحد منكم بالرجاء الفارغ بأن جيوش الحلفاء الإيطاليين سيجيئون إلينا. وإن هم تظاهروا بالدفاع عنا فإنهم سيحملون السلاح للقضاء على مدينتنا وجنسنا واسمنا».1 وجمع يوحنا قبل أن يبرح القسطنطينية مجلساً من الوجهاء وبسط أمامـه وجهة نظره مجدداً فتجددت المعارضة في شخص جاورجيوس سكولاريوس وغيره. وأبدى البطريرك يوسف رأيه فإذا به يعارض أيضاً واضطر يوحنا أن يستأذن سيده مراداً الثاني سلطان الأتراك فلم يوافق على خطة الإمبراطور2.

وفي أوائل آذار سنة ١٤٣٨ وصل الوفد الإمبراطوري إلى فراري وبدأت أعمال المجمع وألح يوحنا أن يبحث المجمع السياسة والحرب أولاً ولكن الأساقفة الغربيين رأوا غير ذلك، فبوشر في بحث نقاط الخلاف بين الكنيستين. وحصر البحث في نقاط أربع. في انبثاق الروح القدس واستعمال الفطير ونوع آلام المطهر ورئاسة البابا. وأكد مرقس متروبوليت أفسس أن القول بالانبثاق من الابن أمر أحدثته رومة. واحتدم الجدال في هـذا وفي غيره في فراري وفي فلورنزة بعد انتقال المجمع إليها. وامتنع البطريرك المسكوني وغيره عن موافقة الأساقفـة الغربيين، وأيـد هؤلاء الإمبراطور ومن شد أزره ولا سيما أسبذوروس رئيس أساقفة موسكو. وتوفي البطريرك المسكوني قبل الوصول إلى نتيجة حاسمـة. وانسحب متروبوليت أفسس قبل انتهاء الأعمال. وثابر الإمبراطور في تأييــد الأساقفة الغربيين فاتخذت قرارات معينة وصيغ النص الذي يتعلق برئاسة البابا صيغة مبهمة فأعلن اتحاد الكنيستين في السادس من نموز سنة ١٤٣٩3.


  1. Norden, W., Das Papsttum und Byzanz, 781.
  2. Brehier, L., Byzance, Vie et Mort, 493.
  3. Hofmann, G., Epist. Pont. ad Conc. Spectantes, I - III, (1940 - 1946).
– ٤٨ -