صفحة:نحن ورومة والفاتيكان (الطبعة الأولى).pdf/59

تم التّحقّق من هذه الصفحة.

Petri Sede» إلى السلطات الروحية الأرثوذكسية في السادس من كانون الثاني سنة ١٨٤٨ ضمنها عبارات غربية اعتبرها الرؤساء الأرثوذكسيون جارحة كقوله: «عودوا إلى الوحدة. وافقونا في الاعتراف بالإيمان الصحيح الذي تحتفظ به الكنيسة الكاثوليكية وتعلمه»1 فغضبوا رؤساء وشعباً والتأم في القسطنطينية مجمع ضم البطاركة الأربعة وتسعة وعشرين مطراناً فرد رداً قاسياً طعن فيه بما «أضافته» رومة إلى مقررات المجامع المسكونية وبما ادعت به من سلطة وما قامت به من دعايات في الأوساط الأرثوذكسية2.

وعاد بيوس التاسع بعد عشرين عاماً بعد العدة لمجمع الفاتيكان فدعـا السلطات الروحية الأرثوذكسية أولاً ثم الأساقفة البروتستانت بعد ذلك ببضعة أیام3. وأرسل الدعوات إلى سفيره في القسطنطينية السيد برونوني Mgr Brunoni فطلب أبوان من حاشية هـذا السفير الباباوي في الثالث من تشرين الأول سنة ١٨٦٨ السماح بمقابلة صاحب القداسة غريغوريوس السادس البطريرك المسكوني. وفي الخامس من الشهر نفسه جاء الأب تيستي وكيل السفير وآباء ثلاثة آخرون فقال الأب نيستي موجهاً كلامه إلى البطريرك: «لقد جئنا في غياب سيادة السفير لندعو قداستكم إلى الاشتراك في أعمال المجمع الذي سيعقد في رومة في الثامن من كانون الأول في السنة القادمة» ثم قدم ظرفاً كان يحمله بيده. فأشار البطريرك على أحد كبار حاشيته أن يأخذ الظرف ويضعه على الديوان ثم قال إلى الأب تيستي: «لو لم يكن جورنال رومة وغيره من الجرائد التي تغني أغنيته قد سبق لها ونشرت نبأ دعوة غبطته لمجمع مسكوني، كما تقول أنت» في رومة ولو كنا نجهل محتويات هذه الدعوة وأهداف غبطته لكنا تلقينا بفرح رسالة صادرة عن بطريرك رومة القديمة آملين أن نجد فيها شيئاً جديداً. ولكن لما كان غبطته قد نشر رسالة الدعوة فإنه أظهر مقاصد فيهـا تجرح الكنائس الأرثوذكسية الشرقية. وإنه ليؤسفنا أن نقول لأبوتك بكل إخلاص أنه لا يمكننا أن نقبل هـذه الدعوة لأن


  1. Text et Traduction, Ireuikon, 1929, 666-686.
  2. Mansi, Vol. 40, Cols. 377 - 418.
  3. Mansi, Vol. 50, Cols. 1255 - 1261.
– ٥٩ -