صفحة:نحن ورومة والفاتيكان (الطبعة الأولى).pdf/62

تم التّحقّق من هذه الصفحة.

لدينا أي شك في تقليد آبائنا أو في عقائد التقوى الراسخة التي لا تتزعزع.

«وإذا عدنا إلى المجمع المسكوني موضوع البحث، أيها الآباء المحترمون، فإنه لا يخفى على أبوتكم أن المجامع المسكونية تجتمع على غير الشكل الذي وضعه غبطته. فإذا كان بابا رومة يقبل بالتساوي في الشرف وبالأخوة الرسولية فإنه يجب عليه بصفته مساو بين متساوين في الوقار والأول في ترتيب المنابر وبموجب القانون الكنسي أن يكتب رسالة شخصية إلى كل بطريرك أو سنودس في الشرق لا أن ينشر دعوات عن طريق الصحافة بصفته الرئيس الأعلى والحاكم المطلق، كان يجب عليه أن يخاطب إخوته كأخ وكمساوٍ لهم في الرتبة والاحترام ليدرس معهم كيفية عقد مجمع مقدس والأسباب لذلك. وإذا ما قلنا هذا وعدتم معنا إلى التاريخ وإلى المجامع المسكونية تم الاتحاد الحقيقي الذي ننشد جميعنا حول شخص المسيح.

«ونحن نستمر في الصلوات والتضرعات لأجل سلام العالم وثبات كنائس الله المقدسة واتحاد الجميع. وإننا نكرر القول بأسف شديد أن هذه الدعوة لا تفيد ولا تأتي بثمرة وكذلك الرسالة التي حملتموها ضمن هذا الظرف».

الأب الرابع: «وهل يمكن أن يتم الاتحاد بالصلاة وحدها؟ إذا مرض مريض فإننا نطلب إلى المسيح شفاءه ونوجه له الصلوات الدائمة والتضرعات ولكننا نستعين في الوقت نفسه بالطبيب والعلاج».

البطريرك: «في معالجة الأمراض الروحية والدينية التي هي موضوع البحث فليس غير المسيح الذي أسس الكنيسة وأكملها يعرف كل شيء. فالسيد يعرف الداء جيداً والدواء، ولذلك فإننا نكرر القول بوجوب الصلاة الحارة الدائمة ليلهم ربنا، الذي هو المحبة بحد ذاته، العلاج النافع المقبول عند الله».

«وبعد أن قال قداسته كل هذا أومأ إلى المترجم أن يأخذ الظرف الذي كان قد وضع على الديوان وأن يعيده إلى ممثلي السيد برونوني الذي حمله وبعـد من الاستئذان من قداسته خرج الزائرون يشيعهم رئيس التشريفات حتى السلم»1.


  1. هذا ما أذاعته البطريركية المسكونية في حينه وهو ما أعادت نشره «Ekklesia» في أول آب من السنة ١٩٥٦.
– ٦٢ -