صفحة:نحن ورومة والفاتيكان (الطبعة الأولى).pdf/65

تم التّحقّق من هذه الصفحة.

«يزيل الانشقاق ويجمع المتفرقين … ويجمعهم إلى الكنيسة المقدسة الكاثوليكية الرسولية (ليتورجية القديس باسيليوس). فعودوا إذاً إلى هذا الإيمان الواحـد المقدس الذي سلمه الأقدمون إلينا وإليكم من غير انقطاع وقد حفظه آباؤکم وأجدادكم بغير انقصام وشرفوه ببهاء فضائلهم وعظمة أحلامهم وسمو تعاليمهم كأثناسيوس وباسيليوس وغريغوريوس النزينزي وفم الذهب وغيرهم كثيرين الذين يشترك الشرق والغرب في مجدهم بصفة ميراث عمومي»1.

ولاوون الثالث عشر حبر عظيم مخلص في ما يقول. ومعاصره أنثيموس السابع البطريرك المسكوني حبر عظيم مخلص أيضاً في ما ردَّ بـه على هذه الرسالة ولكن الواقع أنه مع مرور الزمن، نشأ اختلاف في المفاهيم الكنيسة بين كنائس الشرق وكنيسة الغرب. فقال الآباء المتأخرون في الغرب أقوالاً في موضوع السلطة كان للحماس والغيرة أثرهما فيها فجاءت متطرفة. ولا يختلف اثنان فيما نعلم في أن الأدب الكنسي القديم، أدب هؤلاء الآباء الذين أشار إليهم لاوون في رسالته، خالٍ من أي اعتراف بالسلطة التي تطلبها الفاتيكان في القرون المتأخرة كما انه لا يختلف عالمان أيضاً في أن رجوع بعض الآباء الشرقيين إلى رومة لحل بعض المشاكل الكبيرة التي جابهتهم قبل الانشقاق كان من النوع الذي لا يزال شائعاً بين الكنائس الارثوذكسية في عصرنا. فقد يعود بطريرك أرثوذكسي ومجمع بكامله إلى بطريرك أرثوذكسي آخر لحل مشكلة من المشاكل دون الاعتراف بعمله هذا بسلطة لهذا البطريرك كالسلطة التي تنشدها رومة. وجل ما هنالك أن أسقف رومـة تمتع في القرون الأولى بنفوذ وافق تقدم رومة العاصمة الأولى على سائر مدن الإمبراطورية.

وهكذا فإننا نرى البطريرك المسكوني أفتيموس السابع يذيع في آب السنة ١٨٩٥ بالاشتراك مع أعضاء المجمع القسطنيطيني المقدس رسالة رد بها على رسالة البابا لاوون الثالث عشر. ولا مجال لنشر هـذا الرد برمته هنا لأنه طويل ولأنه نشر على حدة في بيروت في السنة الماضية.2 وخلاصته أن كنيسة المسيح


  1. عن البشير والصادق في خدمة الحقائق (بيروت ۱۹۰۱ ص ۳ – ۷)
  2. رسالة بطريركية وبجمعية جواباً على رسالة البابا لاوون الثالث عشر في اتحـاد الكنائس (بيروت ۱۹۰۸ طبعة ثالثة).
– ٦٥ -