صفحة:نحن ورومة والفاتيكان (الطبعة الأولى).pdf/7

تم التّحقّق من هذه الصفحة.

سائر الأساقفة1. ولم يشاطر كبريانوس (+ ٢٥٨) ترتليانوس رأيه في مسألة الحل والربط. ولكنه لم ير في الآية موضوع هذا البحث مبرراً لادعاء أسقف رومة بالتقدم على سواه، فجميع الأساقفة في نظره خلفاء بطرس وما وجه إلى بطرس وجه إليهم جميعاً. والسيد إذ قال لبطرس أنت صخر أمر بوحدة الكنيسة وعدم تجزئتها2. وشارك فرميليانوس أسقف قيصرية قبدوقيـة كبريانوس رأيه في عدم تقدم أسقف رومة وعدم تفوقه استناداً للآية موضوع البحث3. ولم يرَ الذهبي الفم (+ ٤٠٧) في الصخرة سوى صخرة الإيمان4. ورأى أوغوسطينوس (+ ٤٣٠) أن الصخرة التي ستبنى عليها الكنيسة هي المسيح المخلص نفسه5. وقل الأمر نفسه عن كيرلس الإسكندري (+ ٤٤٤)6.

وموقف الكنيسة الأرثوذكسية الجامعة هو موقف هؤلاء الآباء القديسين الأولين. فقول السيد: «وعلى هـذه الصخرة سأبني كنيستي» يعني على الاعتراف مع بطرس وسائر الرسل أن المسيح هو ابن الله الحي. فكل من أراد أن يصير مسيحياً يجب أن يشهــد قبل كل شيء وأن يبني إيمانه على الصخرة التي هي: «أؤمن أن يسوع المسيح هو ابن الله الحي ولذلك طلب المسيح نفسه إلى الأعمى الإيمان ببنوته الطبيعيـة لله ولم يفتكر برئاسة بطرس بل قال إن الذي لا يؤمن قد دين لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد. وهكذا أقر بولس في المجامع في دمشق بعد دخوله في النصرانية. والخصي الحبشي قال لفيليبوس قبل اعتماده: «أؤمن أن يسوع المسيح ابن الله» فعمده فيليبوس فخلص دون أن يبني على بطرس. ومثله كل من آمن بالإجمال. وهكذا تفعل كنيستنا الجامعة المقدسة فلا تضع أساساً آخر «غير الموضوع الذي هو يسوع المسيح» (الأولى إلى كورنثوس ۱۱:۳). وكنيسة الغرب نفسها لم تلجأ إلى هذه الآية لتدعيم رأيها في


  1. Tertullianus, De Padicitia, XXI.
  2. De Cath. Ecc. Unit, IV. V.
  3. Cyprianus, Let., 75, 17.
  4. Chapman, J., Early Papacy, 72 ff.
  5. Retractiones, I, 21.
  6. Cullmann, O., op. cit., 146.
- ٧ -