صفحة:نحن ورومة والفاتيكان (الطبعة الأولى).pdf/77

تم التّحقّق من هذه الصفحة.

الكثلكة في الأوساط الأرثوذكسية. وعلى الرغم من النهضة العلمية التاريخيـة المباركة التي أثارها البابا لاوون الثالث عشر بقوله أن الكنيسة لا تحتاج إلا الأخذ بأسباب الكذب والتلوي في الدفاع عن الحقيقة فان الأوساط الكاثوليكية العلمية لا تزال بعيدة عن فهم الأرثوذكسية فهماً عميقاً كاملاً. فالأب مرتينوس جوجي أستاذ اللاهوت الشرقي في رومة لا يزال يفترض افتراضات لا تتفق وواقع الحال كادعائه بأن الأرثوذكسية تقول بقيصرية باباوية على الرغم مما ظهر للعلماء الأرثوذكسيين من مقالات ممتعة باللغات الغربية في هذا الموضوع. وقول الأب جوجي في كتابه الانشقاق إننا لا نفهم ما تصلي قول غريب في بابه ولا سيما وأن صاحبه هو الأستاذ اللاهوتي الكبير وعلى يده نشأ بعض كهنة طوائفنا الغربية الذين أموا رومة للدرس والتخصص! وتصميمه في كتابه «الانشقاق» على تحطيم الكنيسة الأرثوذكسية في كل سانحـة وبادرة وقلبه للحقائق التاريخية وتلاعبه بدقائقها وتفاصيلها يزيل الثقة بأقوال الآباء الغربيين وينفر القلوب ويزيد الشقاق والانشقاق1. والأب إيف كونغار العالم العلامـة يستشهد بنصف ما نتلـو من الصلوات معرضاً عن النصف الآخر. فقد قال في كتابه «تسع مئة سنة بعد الانشقاق» أنه بينما رومة تصلي لاجل اتحـاد الكنائس فإن الأرثوذكسيين بصلون لأجل ثباتها! ونسي أن الطلبة المشار إليهـا تنص هكذا: من أجل ثبات كنائس الله المقدسة «ووحدة الجميع»! ولو مزج الأب كونغار هامش كتابه هذا بمتنه لكان أقرب بكثير إلى الصحة والفائدة. فالهامش هو ما تجهله الأوساط الكاثوليكية الغربية لا المتن. وإذا ما تم لنا التعارف العلمي الصحيح نقلنا أبحاثنا العلمية إلى مفهوم الجماهير وتمكنا من وضع كتب في التعليم المسيحي لأجل الصغار والشباب تستعمل في المدارس الكاثوليكية والأرثوذكسية في وقت واحد. ولعل هـذا كله يستوجب تطميناً من الفاتيكان وتشجيعاً. فبعض كهنتنا الكاثولكيين الشرقيين والغربيين أشد كثلكة من رومة نفسها.


  1. Jugie, M., Schisme Byzantin. (Paris, Lethielleux, 1941).
– ٧٧ -