صفحة:هذه الشجرة - عباس محمود العقاد.djvu/77

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

في مثل هذا الإنسان أحيانا مشابه من المرأة في الصدر وبعض الأعضاء الداخلية.

على أن الحيوانات الدنيا تتناوب الذكورة والأنوثة كما في بعض الحالات النادرة. فتكون المحارة البالغة ذكرا ثم تنقلب أنثى ثم تعود ذكرا مرة أخرى. وهي لا تلد البويضات إلا إذا ارتفعت الحرارة حولها إلى درجة معلومة. ففي الدرجة من عشرين إلى اثنتين وعشرين تنقلب المحارة أنثى مرة في كل سنة، وفي الدرجة الرابعة عشرة إلى السادسة عشرة تنقلب أنثى مرة كل ثلاث سنوات أو أربع سنوات، ولا تنقلب أنثى فيما دون هذه الدرجة على الإطلاق.

وتشاهد هذه الظاهرة في بعض الأسماك الصغرى وبعض الحشرات المائية، فيحدث فيها التحول على نحو يشبه التحول في المحار، ولا يشترط فيه تفاوت الحرارة بذلك المقدار.

فالفوارق بين الجنسين تتقارب كلما هبط الحيوان في سلم الخلق حتى تزول الفوارق جميعا في الخلية الأولى، ولكنها تتشعب وتتعدد ويصبح التحول بينهما فلتة من فلتات الخوارق كلما ارتقى الحيوان في سلم الخلق، حتى تبلغ هذه الفوارق قصاراها من التنوع والتكافؤ في بنية الإنسان.

☆☆☆

ومع هذا يوجد الفارق بين الخلايا المنوية والخلايا البيضية محسوسا مميزا لمن يكشفه بالمجهر، فتختلف الخلية المنوية من الخلية البيضية بالحركة والشكل والتركيب.

والخلايا المنوية في الحيوانات اللبون هي التي تقرر جنس الجنين ذكرا يكون أو أنثى... لأن الذكر يفرز نوعين من الخلايا أحدهما يشبه خلية الأنثى والآخر خاص بالذكورة لا يشبه البويضات الأنثوية. فإذا امتزجت عند اللقاح خليتان متشابهتان فالمولود أنثى وإذا امتزجت خليتان مختلفتان فالمولود ذكر، لأن الخلية المختلفة هي التي تعطيه صفة الذكورة، وقد لوحظ أن خلية الذكر تتألف على الأكثر من نواة تميل إلى الحركة وتقل فيها المادة الغذائية الأخرى التي تكثر في الخلية الأنثوية. وتقبل مادة النواة الاصطباع فيسهل تمييزها بألوانها؛ ولذلك سميت في اللغات الأوربية Chromosoms نسبة إلى الصبغ والتلوين.

وفي كل خلية عدد من هذه الصبغيات يتساوى في خلايا النوع كله. أقله صبغيان اثنان كما في الدودة الخيطية التي تعلق بالخيل، وأكثر ما شوهد منه في