صفحة:هذه الشجرة - عباس محمود العقاد.djvu/80

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

إلا الأسماء التي كانت تتصل ببعض الرجال كاسم کلارا شومان زوجة شومان الموسيقى العالمي المعروف، وفـاني مندلسن أخت مندلسن وكورونا شروتر صديقة جيتي، وغيرهن على هذا المنوال.

وذكر الشاعرة الألمانية فون درست هلشوف.

Anette von droste Hulshoff

فقال: إنها كانت أقرب إلى الرجولة في مزاجها وكلامها، وكانت تتزيا بأزياء الرجال وتتمنى في بعض شعرها لو كانت صيادا منطلقا بالعراء أو جنديا مقاتلا أو رجلا على الأقل.. ولم تنظم قط في عواطف الأمومة أو وصف الطفولة أو حنين المرأة إلى الحب والألفة وما شابه ذلك من معارض الشعر التي يكلف بها النساء، وأضاف إلى ذلك أن هذا النزوع إلى التشبه بالرجال والتزيى بأزيائهم مشهود مطرد في نساء التاريخ المشهورات مثل أليصابات ملكة إنجلترا وكاترين قيصرة الروس وكرستينا ملكة السويد.. فهن ينبغن في اقتدارهن على بعض أعمال الرجال بمقدار ما ينقص فيهن من صفات الأنوثة، لا بمقدار ما يزيد ويفضل عن الحاجة إليه.

☆☆☆

وأسلم ما يقال في هذا الباب ولا يقبل الخلاف عليه أن فاصل الجنس موجود، وأن هناك صفات ذكورة وصفات أنوثة لا التباس بينها حين تنعزل وتتمادى إلى طرفيها، ومن خير بني الإنسان أن يصان لهم هذا التنويع في الصفات على اختلاف ألـوانـهـا وظلالـهـا ودرجـاتـهـا وطـبـقـاتـهـا، لأن التـنـويـع زيـادة في ثروة الإحساس وزيادة في ثروة الحياة وزيادة في الأعمال التي تستطاع في كل حالة من هذه الأحوال، وترتقى إلى غايتها من الإتقان كما يرتقى كل شيء إلى غايته بالتخصيص وتوزيع العمل فيه.

وأن الجنس لم يخلق ليزول ويتشابه الجنسان.

ولكنه خلق ليبقى ويتعاون جانباه على إتمام حياة الإنسان.