-قال لا وأنها هي فراسة المومن ٭ فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اتقوا فراسة المومن فانه ينظر بنور الله وينبغي أن تكون فراستك في وزیرك وكاتبك وجلسائك ٭ وقاضيك ومفتيك وصاحب شرطتك وعمالك ٭ وصاحب اشغالك ٭ وقوادك وصاحب اجنادك ٭ وعدوك والرسل المتوجهة من قبلك الى الملوك امثالك ٭ والكتب الواردة عليك من العدو وغيره فاما فراستك في وزیرك اعلم يا بني أنه ينبغي ان نتفرس فے وزیرك ٭الذي اتخذته لرايك وتدبیرك * وشاركته في قليلك وكثيرك ٭ و تنظر الى اقواله وافعاله * وكافة احوالہ ٭ فاذا تكلم في المسائل المرة بعد المرة ٭ فيها لا ينفع الخلافة ولا يعود عليها بمسرة ٭ مثل اذا تعين لك عند احد مال ٭ تعرض لك في ترکہ في نفس الحال ٭ او الح عليك في الكلام عليه او اظهر لك وجوها من الاعتذارات بضعف المطلوب واقلالہ .وقلة وجدانه ورقة حالہ ٭ فتعلم انہ اراد منفعة نفسه فازجره يا بني عن مقاله ٭ و مره الا يعود لمثاله ٭ فان تمادى عليك بالالحاح وجد في ذلك ٭ فتعلم انہ قد رشي عل مالك ٭وان کف بعد أن زجرته ولم يعد الى الكلام الذي عنه اخرته ٭فتعلم أن كلامہ عن صحة من غير غرض * ولا داعية تدعوه الى اخذ عرض ٭ يا بني وان كان لك خدیم ناصح في خدمتك ٭ موف لجميع حقوقك وحرمتك ٭ ویرید وزیرك ان يوقع به عندك ٭ويغير خاطرك عليه ويفسد نيتك وقصدك ٭فخذ معه في ذم ذلك الخديم * وقل له ما ليس فيه من حادث وقديم٭ فان رايته وافقك على ذلك * وسلك في ذم كل المسالك ٭ ثم أتي بما هو اشنع علمت أن وزیرك عدو لذلك الخديم ٭طالب نكبته بكل فعل ذمیم * وان كلامه باطل ٭وحاله معه حايل * واذا كرر عليك المرة بعد المرة٭ وتمادی علیه بالذم والمضرة ٭ فان كان قولا وتغافلت عنه ولم تنتهره * وتغافل هو ايضا ولم يذكره * ولا أعاد كلامه * ولا اكثر به اهتمامه ٭ فتعلم ان الحق ما قال وزیرك وانها هو نصیحك فيه ومشیرك٭ فابحث على ذلك واختبره * وتامله واعتبره و تجله ان شاء الله تعالى يا بني
صفحة:واسطة السلوك في سياسة الملوك.pdf/161
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.