صفحة:وثيقة الدزدار وقضية البراق.pdf/14

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٤
 

والثلاثين من سفر حزقيال النبي حيث يقول «وآخذكم من بين الأمم وأجمعكم من جميع الأراضي وآتي بكم إلى أرضكم… … … وأسكنكم في المدن وتبنى الأخربة». ووافق شيوع هذا المعتقد مجيء السر موسى مونتيفيوري الأراضي المقدسة وإكثاره العطاء كما تنص على ذلك الأصول التاريخية وكما تشهد به المستعمرة التي لا تزال تحمل اسمه حتى هذه الساعة. وإذا تذكرنا أن هولاء اليهود عاشوا في عقد من الزمن كثر فيه تسامح الحكومة المصرية وتساهلها. ومن لا يقر لمحمد علي باشا بسعة صدره وبعد نظره ورجاحة حلمه ورقة جانبه1 - نعم إذا تذكرنا كل هذه الأمور سهل علينا الاستئناس بأمر «التبليط» في الوثيقة الدزدارية التي هي موضوع بحثنا الآن واضطررنا أن نرى في موافقة التاريخ لمضمونها دليلاً آخر على أصليتها.

فبناءً على ما نعرفه من نوع ورقها وقاعدة خطها وأسلوب إنشائها وطريقة تنميرها وتاريخها وختمها وبناءً على موافقة النصوص التاريخية لها ولاهتمام اليهود بأخربة الهيكل نرانا مضطرين أن نرجح أصليتها ترجيحاً علميّاً تاماً.


  1. إن ما ظهر حديثاً في كتاب المسيو جورج دوان عن علاقة الباشا بالجزائر وما أثبته حضرة الأستاذ صبري في كتابه الإمبراطورية المصرية عن تمسك الباشا بسياسة المحافظة على حقوق الأمة الإسلامية لا ينقض ما أوردناه آنفاً بل بالضد فإنه يؤيد ما ورد في وثيقة الدزدار من المحافظة على حقوق الأوقاف الإسلامية.