صفحة:يسألونك (1946) - العقاد.pdf/110

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۱۰۲ – إن كان إتعاظه «شعوراً» غير أصيل فيـه ! أما إن اتعظ أصيلا في شعوره فهو هنـا مبتدىء وليس بتابع ، وهو يجتنب الخطر لأنه أحسه واختبر منه مايدعوه إلى اتقائه . فليس هو بعالة على تجربة غيره ، وليست تجربة غيره إلا تذكيراً لناس أو تنبيها لغافل. ولنتخيل عالماً يستريح الناس فيه من «المبالاة» فماذا يبقى لهم من الحياة ؟ ماذا يبقى من الحياة لمن لا يبالون الخوف والرجاء ولا يحنون إلى ماض ولا يتطلعون إلى غد ولا يحفلون بحاضر ؟ العريان في القافلة مرتاح . وهذا عرى في قافلة الحياة ! ولا شك أن التجارب تعلمنا كثيراً أن العناء لايفيد ، ولكن من هذا الذي یعانی باختياره ؟ ومن هذا الذي يعاني لفائدة يلتمسها من عنائه ؟ إنما يعاني الإنسان على حسب ماعنده من طاقة العناء لا على حسب ما يستفيده من العناء . ولهذا يوجد بين الناس آحاد معدودون يطلبون العظائم و يبلغونهـا ولا يقنعون بما بلغوه منها ، وينظر إليهم ملايين الملايين فلا يتحركون لمثل ما ابتغاه أولئك الآحاد المعدودون . لأن المحرك هناء الطاقة الموجودة ، وليس هو الفائدة التي لم توجد بعد ولا يضمن وجودها . هو إن كرة المطاط تنضرب إلى الأرض مائة مرة ولا تزال تعلو وتسفل في أثركل ضربة . ثم تنضرب بعد هذا فتقع حيث هي لاعلو ولا استقال ... ألأنها علمت أن العلو لايفيد ؟ كلا . بل لأنها أضاعت مرونتها التي تعلو بها وتهبط .. فمن الذي يطلب من الكرات الجديدة أن تعتبر بمصير هذه الكرة « المجربة » فتقع حيث هي وتضيع من مرونتها باختبارها ماضاع «بالتجربة» على غير اختيار ؟ . ولست أقول للكرة التي سكنت إلى موضعها : غالطى الحقيقة وعاودي الوثوب وقد راضتك الحوادث على اجتنابه ! ! ولكني أقول للكرة الجديدة : إياك أن تغالطى «