صفحة:يسألونك (1946) - العقاد.pdf/124

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- 116 - ولنعلم أن اختلاف الناس في أمر السعادة إنما هو اختلاف شعور قبل أن يكون اختلافاً في الرأي والنظر . فهم يشعرون بالسعادة على اختلاف و إن فكروا فيها على اتفاق ؛ ق ؛ وهم يختلفون في شعورهم بين عمر وعمر ، وبين حالة وحالة ، كاختلافهم في كل ما يحبون وكل ما يكرهون وأرجع إلى نفسي فأراني قد شعرت بالسعادة على وجوه قلما تتماثل في بضع سنوات: في الشباب كنت أقول لها : ما لا تطمعي اليوم منى فقـد سألتك حتى وقد جهلتك لما سحرتني بجمالك ولا أسر بـــــــالك ▸ فلا تمرى ببالي أشقى الأنام أسير بالسعى خلف خيالك ملات طول سؤالك معلق بحبـالك تلك دالة الشباب ... يحسب أن السعادة خليقة أن تسعى إليه ، وأنه إذا أومأ إليها بيده فلم تبادر إلى لقائه فقـد أسرفت عليه في الدلال ، واستوجبت منـه الإعراض والملال . . و بعد حين كنت أحسب السعادة في النسيان فأقول : لذة النفس في السلافة والشعر وفى الحب والكرى والغناء خير ما في الحياة يا قلب ما أنسا ك ذكر الحياة والأحياء وتلك هي مرحلة التجربة الأولى في انتظار التجربة الثانية . فأما التجربة الأولى فهي تجربة الفتور الذي يعقب الإلحاح الباكر : إلحاح الشباب في الآمال . وأما التجربة الثانية ، فهي التي تعقب ذلك الفتور أو تلك الراحة ، من نشاط ووثوب . ثم جاءت فترة أخرى فحسبت السعادة في الخطر :