صفحة:يسألونك (1946) - العقاد.pdf/145

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۱۳۷ - الآنسة الأديبة لا تعلم الحقيقة فيجب أن تعلم الحقيقة كما خلقها الله وأفرها الواقع الذي لا حيلة لنا فيه . والحقيقة التي خلقها الله وأقرها الواقع الذي لا حيلة فيه أن المرأة لا تفهم من شئونها شيئا إلا كان الرجل أفهم منها لهذا الشيء ، ولو كان من خاصة أعمالها وشواغلها . فالطهي من صناعات المرأة القديمة ، ولكن أمهر الطهاة في الدنيـا رجال وليسوا بنساء . والخياطة من صناعات المرأة القديمة ، ولكن المرأة لا تخيط ملابسها ولا تبتكر أزياءها كما يخيطها الرجل و يبتكرها ، والتوليد من صناعات النساء ولكن المرأة نفسها تثق بالطبيب المولد ولا تثق بالطبيبة المولدة ر والمرأة تبكى منذ خلقت ولا تزال تبكى إلى يوم الدين ، وترثى الموتى منذ هلك ميت إلى أن يموت آخر الهالكين ، ولكنها كما قلنا صرة لم تخلد بكلمة واحدة إلى جانب الكلمات التي خلد بها الباكون والراثون من الرجال ، ولا استثناء في ذلك للخنساء وهي التي كانت تفاخر النساء بالبكاء ! ونأتي إلى القصة نفسها وهي موضوع التعقيب أو موضوع الزجر والتأنيب للرجال الفضولين الذين يدخلون فيما لا يعنيهم من شئون المرأة . فمن الحقائق التي يجب أن تعلمها الآنسة الأدبية أن الكاتبات الروائيات لم يشتهرن قط بخلق الشخوص النسائية الخالدة في عالم الكتابة ، ويصدق هذا على ." السابقات من طراز ماری کوریلی وشارلوت برونتي كما يصدق على اللاحقات من طراز فیکی بوم و پيرل بك ، بل يصدق في هذا المعنى أمر تستغربه الآنسة لو علمت به : . وهو أن الرجال في روايات الكاتبات أصدق صورة من النساء ، لأن المرأة على مايظهر لا تحسن التعبير عن نفسها كما تحسن مراقبة الرجل والحكاية عنه ، و إن لم تقصد التحليل والتصوير . ولست أنا القائل إن المرأة لم تفهم نفسها كما فهمتها من تصوير شكسبير لها ا 6