صفحة:يسألونك (1946) - العقاد.pdf/151

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

– ١٤٣ - مدخلها لإنسان ولاحيوان بغير حساب ، و إذا العظام فيها توضع حيث تصان من الخطف والاختلاس . وقال لها صاحب الدكان «إكسوا » فخرجوا محرومين جائعين ، وطافا النهار على الدكاكين ولم يظفرا « بغير إكسوا ، التي يعقبها نذير الخطر ، أو بالقليل من العظم المنبوذ الذي لا خير فيه . ثم أصبحا من الغداة على سوق أبناء البـلد فلم يحجزها حاجز عن اللحم والعظم ولم يلبثا هنيهة حتى أصابا الشبعة من اللحم والعظم بغير نصب ، وسرها أن يسمعا صاحب الدكان يقول لصبيه «ناوله » ويشير إلى الكلب الرومي الذي أوغل في داخل الدكان بغير مبالاة لاغتراره بقلة الحواجز والحراس ، فحسبا أنها مناولة إكرام وضيافة تغنيهما عن التسلل والاختلاس ، وانتظرا هذه المناولة انتظاراً غير طويل ، لأن الكلب المسكين لم يشعر بعد ذلك إلا بضربة من الساطور أوشكت أن تقصم صلبه ، وانطلق يعوى على غير هدى وهو يقول لصاحبه الذي طفق يناديه و يستعيده : لا لا يا صديقي « عشرة إكسو ولا واحد ناوله . والدجالون أعداء الديمقراطية قد لبثوا سنين عـدة وهم يرفعون العقائر بحرب البطالة ، وهم يزعمون أنهم خلقوا عملا لكل مستطيع لأنهم أداروا معظم المصانع على صنع الدبابات والمدافع والطائرات وأدوات الهلاك . وانظر أيها العالم الذاهل لقد هبط عدد العاطلين من ثلاثة ملايين إلى مليول. . وانظر مرة أخرى لقد هبط العدد من مليون إلى مئات قليلة من الألوف ؟ وانظر مرة أخرى لقد خلص الوطن من العاطلين أجمعين ، وزاد على ذلك أن استدعى إليه الملايين من عمال الأجانب المسخرين . ا ، ((... ثم أفاق العالم من ذهوله على أضعاف أولئك العاطلين مقتولين ومجروحين ومشوهين ، ولن تنقضى مدة حتى تنجلى الهزيمة عن أضعاف أضعافهم من المساكين عالة على أوطانهم وعلى العالم كله عدة سنين .