صفحة:يسألونك (1946) - العقاد.pdf/177

- 169 - مصر الأمم ا أو غربية ، ولكنها بضاعة تروج إذا وجدت القبول وتكسد إذا رفضها السوق ، و إنما المعول في الرواج والكساد على جمهرة الشعب لا على أهواء الساسة والوزراء . وهنالك جانب لا ننساه في هذا السياق عند المقابلة بين ساسة الديمقراطية الكبرى ، وذلك هو « الثقافة المتعددة » بين ساسة تلك حيث تنحصر الثقافة عندنا في باب واحد من أبواب الدراسات العامة فلا تكثر في مصر طائفة الساسة الذين يساهمون في العلم والفن والشواغل الاجتماعية إلى جانب مكانتهم السياسية وأعمالهم في الدواوين وخارج الدواوين ، ولكننا رأينا مع هذا وزراء مهنـدسين ووزراء أطباء ووزراء معلمين ، وسنرى بعد اليوم وزراء يعيشون في أفق أوسع من أفق النادي الحزبي وديوان الحكومة ، ولا شك أن الأوربيين تقدموا وتخلفنا عنهم في هذا المجال لأن الحكم قد أصبـح عندهم عملا سياسيا وعملا اجتماعياً وعملا فنياً قبل أن يتطور في بلادنا هذا التطور الكبير ، ولعله الآن ماض في خطواته التي ندرك بها شأو السابقين ، فلا نحجم أن ا نقول إذا سئلنا : هل عندنا سياسيون بكل معنى من معاني هذه الكلمة ؟ . عندنا سياسيون الأمم وساسة