صفحة:يسألونك (1946) - العقاد.pdf/182

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

– 174 - بل لا نظن أن القارىء يكتفى بزحزحة الكرسى قليلا إلى الوراء إذا كان ممن يعلمون أن « « العقاد » قد سبق إلى كتابة هـذا ، فقال قبل عشرين سنة عن رحلة أبي العلاء : « أي شيء من هذه الأشياء لم يكن من قبل هذا معروفا موصوفاً ؟ وأى خبر من أخبار الجنة المذكورة لم يكن في عصره معهوداً للناس مألوفاً ؟ كل أولئك كان عندهم من حقائق الأخبار ووقائع العيان . . . » . ثم قال : « فهي رحلة قديمة كما قلنا ولكنه أعادها علينا كأنه قد خطا خطواتها بقدميه ، وروى لنا أحاديثها كأنما هو الذي ابتدعها أول مرة . . . » . ومن يدرى ؟ فقد يكون من اجتراء العقاد أنه اختلس هذه الحقيقة قبل عشرين سنة ، ولم ينتظر الإذن قبل اجترائه على الاختلاس والادعاء ! .

ولا شك أن « المندورين » في هـذا البلد كثيرون مع اختلاف في الأسماء والعناوين . . . فمنهم ذلك الذي تسمى في إحـدى المجلات باسم « مصطفى » ليستر مافى مقاله من سوء النية وهو يتكلم عن النبي العربي ، ويتميز غيظاً لأننا عرضنا لتعـدد زوجات النبي في كتابنا « عبقرية محمد » فرددنا أسبابه إلى مصلحة الدعوة الإسلامية ، ولم نتخذ منه ذريعة لتلويث السمعة كما فعل المتعصبون من المبشرين والمستشرقين . وليس هذا بالعلم ولا بالمنطق في رأى أذناب الاشتراكية الرعناء . . . إنما العلم والمنطق أن تلوث كل عظيم في تاريخ بني الإنسان ، لأن مقاصد الاشتراكية الرعناء لا تستقيم لأصحابها وفى الدنيا عظمة شريفـة تستحق التبجيل والولاء . وكفى بحقارة مذهب لا يستقيم إلا بتلويث كل عظيم ! . ، ی قال ذلك « المصطفى » المزعوم إننا دافعنا عن محمـد فقلنا : « لا تصف السيد المسيح بأنه فاصر الجنسية لأنه لم يتزوج قط ؛ فلا ينبغي أن تصف محمداً بأنه مفرط الجنسية لأنه تزوج بتسع نساء » .