صفحة:يسألونك (1946) - العقاد.pdf/188

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

– ۱۸۰ – من خلقوا لها وانقطعوا للإحاطة بمعارفها وأصولها ، ولكن العالم الإنساني يخسر أولئك العبقريين إذا وقفوا ملكاتهم على مسائل يوم أو مسائل أمة ، لن تصبح مسألة بعد يوم آخر ولابين أمة أخرى ... في حين أن الذي كتبوه لا يزال من شاغل بني الإنسان في جميع الأيام و بين جميع الأقوام . فليس من القصـد الذي يترنم به الاشتراكيون أن تصرف عبقرية عن عمل تحسنه ، وتحيلها إلى عمـل يتولاه غير العبقريين وغير الموهوبين ، وإنما هو - في التوزيع يعاب لما فيه من سوء الوضع فوق ما يعاب لفشله وقلة جدواه . ويستطرد بي هذا إلى مقال في « الرسالة » للأستاذ رمسيس يونان ، ينحلنى فيه كلاما لم أقله ولم أقل ما يؤديه ؛ بل قلت ما هو نقيضه على وجه صريح لا محل فيه لتأويل . خلط فالأستاذ رمسيس يونان يروى الحقائق عنـد العقاد ومنها « با « أن الأمان كل الأمان ، خطر على الهمم والأذهان ، وأنه لو اطمأن كل فرد إلى قوته وكسائه ، فقدنا من بني الإنسان العنصر المقتحم المغامر . ثم يقول : « ولو صدر هذا القول من إسماعيل صدقى مثلا لعذرناه ، ولكن الغريب حقا أن يصدر من العقاد . فكيف يستطيع العقاد الشاعر أن يقول إنه لا تكون . مغامرة أو اقتحام إلا حيث يكون طلب الرزق ، وأن الإنسان لا يغامر في سبيـل .. غرام أو في سبيل كشف على أو إنتاج فني ؟ ! ولماذا لا نقول إن روح المغامرة إذا تحورت من هموم العيش وأعبـاء الثروات ، فسوف تكتشف لنفسها ميادين وآفاقاً جديدة هي أجدر بعواطف الإنسان ؟ ! » . والعجيب كما أسلفت انني صرحت بنقيض هـذا الكلام في مقالي عن المـال الذي يناقشـه الأستاذ رمسيس يونان . فقلت : « إن طلب المال كطلب العلم فطرة لا تتوقف على التوريث ولا على ما يعقبه الآباء للأبناء ؛ وقـد يهمل الإنسان رزقه ورزق أبنائه ليتابع الدرس ويتقصى مسألة من مسائل العلم والمعرفة . . . وإنما تفسر