صفحة:يسألونك (1946) - العقاد.pdf/194

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ١٨٦ - إن كانت هناك حصة مفروضة على كل كاتب في موضوع من الموضوعات . و

ولكننا في الواقع لا نعتقد أن هناك واجباً مفروضاً على الكاتب غير الإجادة في موضوعه الذي يتناوله كائناً ما كان . وليس هناك موضوع يكتب كتابة حسنة ثم لا يستحق أن يقرأ ولا يفيد إذا قرىء قراءة حسنة . فالبطل القديم الذي يدرس على الوجه الصحيح هو موضوع جديد في كل عصر من العصور . والبطل الحديث الذي يساء درسـه خسارة على القارىء والكاتب والبطل المكتوب عنـه ؛ لأن العبرة بتناول الموضوع لا بالموضوع . والعبرة بأسلوب العصر الذي تتوخاه وليست بالسنة التي يدور عليها الكلام . فالكتابة عن سنة 1943 بأسلوب عتيق هي موضوع عتيق . والكتابة . آدم وحواء بأحدث الأساليب العلمية أو النقدية هي موضوع الساعة الذي لا يبلى . وأولى من الاقتراح على الكتاب أن نقترح على القراء أن يقرأوا كل ما ينفعهم كيفها اختلفت موضوعاته ، لا أن نشجع « الولد المدلل الممعود » على رفض كل ما على المائدة وطلب كل ماعداه . D

  • ** *

وقد قال الكاتب النابه في ختام كلمته : « سلوا الأستاذ الكبير عبـد الرحمن الرافعي كيف راحت كتبه أدبيا ومعنوياً ومادياً وكيف ان انتفع بها النشء الحديث في دنيا تأليف مصرية صميمة كلها قحط وجدب و إملاق » . وقد يفهم القارىء من هذا أننا نغرى بالرواج للكتابة في الموضوعات التي اختارها الأستاذ الكبير عبد الرحمن الرافعي بك . ولا شك عنـدنا في أن الرافعي بك لم يكتب في هذه الموضوعات لرواجها ،