صفحة:يسألونك (1946) - العقاد.pdf/199

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۱۹۱ - في كلمات كثيرة ، وتوجب هذه الكلفة على العارفين وهم غنيون عنها . ثم هي لا تغنينا بتة من النقط والشكل ، لأنها تعود بنا إلى النقط في حروف ، و إلى ما يشبه الشكل في بعض الحروف لتمييز الألف والثاء والذال والشين . على أن الأمم الأصيلة في الكتابة اللاتينية لا تستغنى بالرسم عن ضبط السماع . فاللغة الانجليزية التي أستطيع الإتيان بالشواهد منها حافلة بالكلمات التي يختلف نطقها ورسمهـا ، والتي تنطق على وجه وتكتب على وجوه ، كما أنهـا حافلة بالشواذ في صيغة الماضي والمفعول ومشتقات أخرى . ومن أمثلة الصعوبات في الرسم أنهم ينطقون هذه الكلمات نطقاً واحداً وهى مختلفة في الكتابة والمعنى والاشتقاق ، وهي write Right Rite وأنهم يكتبون حروف الحركة أحياناً على نمط واحد ويخالفون بين النطق بها في درجة المد وفى مخارج الصوت ، كما يفعلون على سبيل التمثيل في soup loud sour أو فى breadth great speakأو في done bone أو في good moon door ومن حروف الإنجليزية ما يكتب ولا ينطق به مثل الباء في climb والكاف في knot ومنها ما يهمل حيناً وينطق حينا بخلاف حرفه مثل laughter daughter إلى غير ذلك مما تدل عليه هذه الأمثلة ولا تحصيه ، ويكفى أن نرجع إلى المعجمات التي وضعت لأهل اللغة أنفسهم لنعلم أنهم لا يستغنون عن اتباع كل كلمة بما يضبط نطقها ودرجة امتداد الحركات فيها وموقع النبرة في مقاطعها .

وقد رأينا أن نكتفى في مناقشة اقتراح اللاتينية بالأقوى والأظهر من الأسباب دون أن نذهب فيها إلى الاستقصاء والاستيعاب ، وإلا فالأسباب التي تحول دون رسم العربية بالحروف اللاتينية أكثر من هذا الذي أجملناه بكثير . وتناول معالى المقترح اعتراضنا فقال بعد تلخيصه : « إنه على كل حال اعتراف خارج عن الموضوع ، وما أشبهنا ، إزاءه ، بالباحثين عن طرفى الحلقة المفرغة تقوم C