صفحة:يسألونك (1946) - العقاد.pdf/224

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۲۱۶ - كما اشتهر أوليفر لودج الإنجليزى وفلامريون الفرنسي وأديسون الأمريكي ، وكلهم من أعظم علماء الرياضيات ، وكلهم مسترسل في إثبات أسرار الروح وكشف غوامض الاستهواء . قلنا : « لهذا تتآخى فروع هذه الحقائق أحياناً وتتألف العلوم التي تبحث فيها وتتقارب الملكات التي تكون في المشتغلين بها ، فيكثر من يجمع بين الفلسفة والرياضة ولا يندر أن ترى من يجمع بينها و بين الموسيقى معاً . فالفارابي مثلا كان رياضياً مبتكراً في الموسيقى ، وفيثاغوراس وهو من أقدم فلاسفة ما وراء الطبيعة عند اليونان - كان يبنى فلسفة الكون كله على النسب الموسيقية بين الأعداد . وقد مر بمصر قبل أيام نابعة من أفذاذ الرياضة هو ألبرت اينشتين صاحب فلسفة النسبية التي دهمت الناس ببدع شتى في تعريف الوقت والفضاء يكفي أن نذكر منها أن الخط المستقيم ليس من اللازم أن يكون أقرب موصل بين نقطتين . وهو فيلسوف رياضى وموسيقار بارع في العزف على القيثار . وليس يخفى الشبه القريب بين ملامح العظماء من الفلاسفة والرياضيين وملامح العظاء من نوابغ الموسيقيين . فقـد تلتبس عليك صورهم حتى لا تكاد تميز بعضهم من بعض ولاسيما في نظرات العين وسعة الجبهة وارتفاعها . ومن ذلك أن ينبغ العازفون والحاسبون والعدادون في الطفولة الباكرة وفيادون الخامسة أحياناً ولا يحصل ذلك في سائر العلوم . ذكرني ذلك البحث القديم الجديد اتفاق عجيب بين أمور متعددة لا رابطة بينها في هذه الأيام . عن فالأستاذ المازني يكتب عن توارد الخواطر ، ، وفي مقالي الأخير بالرسالة كلمة - الرياضيات واتصالها بعالم الروح ، و بينا أفكر في هذه الموضوعات إذا بكتاب جديد يصدر من مطبعة « جولانكز » الإنجليزية عنوانه « عظماء الرياضيين » لمؤلفه الأستاذ ( بل ) الرياضي المشهور في الجامعات الأمريكية . فتصفحته واستقصيت بعض تراجمه فإذا به لا يقول ما قلته عن ا الصلة بين التدين والرياضة والموسيقى والحقائق الفرضية ، ))