صفحة:يسألونك (1946) - العقاد.pdf/226

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۲۱۸ - هذا لصحيح الثالثة من عمره وكان أبوه رئيساً لطائفة من العمال، فلما كان يوم السبت واستدعاهم لإحصاء مالهم وما عليهم بمسمع من طفله الصغير غلط في الجملة فصاح به الطفل : « يا أبتاه ! ليس ، وإنما الصحيح كيت وكيت » وروجع الحساب فإذا هو على صواب . ويقول المؤلف : « ومما تشوق ملاحظته – لما هو معهود في الرياضيين من الميل إلى الموسيقى - أن فيرستراس الكبير لم يكن يقبل الأنغام على ضروبها مع اتساع مشاركاته ، فلم تكن تعنيه ولم يزعم هو أنها تعنيه وعندنا أن هذا غريب حقيق بالملاحظة كما قال المؤلف ، إلا أن غرابته تهون كثيراً متى ذكرنا أن فيرستراس هو القائل إن الرياضي لاتستقيم له ملكة الرياضة إلا بقسط من الشاعرية فيه ، وأنه كان يعارض إخوته في تعلم الموسيقى لأنهم كانوا يروضونه بها على الرقص وشهود المجتمعات وكان «كبلر » يزعم أنه اهتدى إلى نسبة بين حركات الكواكب السيارة ومواقعها تشابه النسب التي بين الأنغام الموسيقية والمقامات . وتتعدد الأقوال التي ترجع بتركيب الكون كله إلى النسب الرياضية ولاسيما بعد ماظهر في السنوات الأخيرة من تحليل النور ورد المادة كلها إلى الاشعاع ، ورد الإشعاع كله إلى مقدورات عديدة يوشك أن تخرج به من عالم المادة إلى عالم الحساب فبعد مقال أفلاطون : « إن الله يهندس » ومقال جاليلي : « إن كتاب الطبيعة العظيم متكوب بلغة الرياضيات » ومقال جاكوبى : « إن الله يحسب » يقول الأستاذ چينس في كتابه « الكون الخفى » وهو من أقطاب العصر الحديث : « إن مهندس الكون الأعظم قد بدا لنا اليوم محض رياضي ... و إن الكون يلوح لنا رياضيا على منوال مخالف لكل معنى تصوره الفيلسوف «كانت » أوكان في وسعه أن يتصوره في أيامه ، فإن الرياضيات بالإيجاز تهبط إلى الكون من عل ولا تصعد إليه من الأدنى » ومن الاتفاق الذي ينساق في هذا المساق ما رواه الأستاذ جينس في كتابه المتقدم عن رأى هكسلي في المصادفات وتوارد الخواطر . فهو يعتقد اعتقاده أننـا

(