صفحة:يسألونك (1946) - العقاد.pdf/256

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ٢٤٨ - فقيل له ابنك حسن ! قال : اسم الله عليه ! أهو الذي يقرش هكذا قرش الفوير ؟ والرجل قد صدق بعض الصدق فيما سمع من قضم حمار ومن قرش فوير ، فإن أكل ابنه من الخبز يسره ولا يؤذيه ، و إن انطلاق الغريب عليه يؤذيه ولا يسره . ويبقى أن يسمع المسافر الذي لا يسمع حماراً ولا فويراً ، ولكنه يسمع الصوتين على حسب ماعنده من الزاد . ة ما لم يسمع وما أعجز الإنسان أن يتبين حقيقته بهذا الصغر وبهذه البساطة ما لم من جانب مخزن الخبز صوت حمار وصوت فأر وصوت إنسان هذا نقص في خليقة بني آدم يؤدى إلى تمـام . وإنما هو نقص دائم إذا وقف حيث هو ولم تجتمع صـوره الكثيرة في صورة واحدة ، هي أدنى إلى الصدق وأبعد من الهوى وأوسط في الرأي بين مختلف الآراء وذلك هو النقص الذي يحبه جماعة من أصحاب المذاهب الاجتماعية ويفرضون دوامه ويحضون على الاقتداء به في فهم التاريخ ، ونريد بهم الشيوعيين . فهم يجعلون الهوى فرضاً لزاماً في معالجة كل حقيقة من حقائق الحياة . ويكتبون، التاريخ فيذمون من لا يستحق الذم ، ويثنون على من لا يستحق الثناء ، لأنهم يستوحون المصلحة الشيوعية ، ويعلنون أن الخروج من هوى المصلحة في تقدير الأمور مستحيل . فأما أنه مستحيل فلا ، لأن الإنسان يعرف الفرق بين صوابه وهواه ، و إن أحب همراه وآثره على الصواب . فإذا كانت له قوة خلق تصحب المعرفة غلب الهوى بالجمع بين معرفته وقوة خلقه ، وأصبحت مصلحته تابعة لما يلزمها من جادة قويمة في رأيه .