صفحة:يسألونك (1946) - العقاد.pdf/262

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

– ٢٥٤ - إن تشويه كل ديمقراطي حسن السمعة واجب مفروض على الدعاة ، وهو الذي سن لهم هذه السنة حين أشاع أن « باكونين » جاسوس للروس والنمسويين وهو يعلم أنه لطريدة الروس والنمسويين ! ومن عقائدهم التي لا يخفونها أن « الحق » المطلق خرافة ليس لهـا وجود ، وأن ما يسمى حقاً إنما هو جملة المصالح التي تنتفع بها الطبقة الغالبة في أمة من الأمم ، وأن الكذب العمد على هذا لخدمة « الطبقة » أمر مشروع بل واجب مشكور . فلا عجب إذن أن يقرفني الأوشاب عبيد المعدة بما يعهدون في أنفسهم وفي عقائدهم من الخلائق والأدناس . مقالات بل عندي أنهم حيونى أكبر تحية في مقدورهم حين رفعوا سعر الرشوة التي أرشاها إلى خمسة آلاف من الجنيهات أجرأ مقدوراً لبضع . نعم هي أكبر التحيات التي يملكونها وهم يعلمون أن سعرهم جميه مجهوداتهم جميعاً منذ خدموا الشيوعية إلى أن تستغنى الشيوعية عن خدمتهم لن يقارب خمس هذه الآلاف جميعا وأجور فلهم على تحيتهم المغصوبة شكر يلائمها . ولهم فوق ذلك تبرع آخر ينتفعون به في كل لحظة إن وجدوا السبيل إليه . فإننى لمتبرع لهم بهذه الآلاف الخمسة حيثما وجدوها في مصرف أو بيت أو ثمناً العقار أو بضاعة أو أسناد تشرى وتباع . شره وحيثما وجدوا ذلك المال فليكتبوا إلى صاحب الرسالة بموضعه ، ولهم أن أتبع كتابتهم بعد يوم واحد بتحويل صريح يخولهم قبضه حالا مباحاً وفاقا لكل شرط يقترحونه من شروط القانون . وليدعوا لى بالخير إذن كما يدعون للرفقاء أجمعين ، فإنني سأعطيهم إن صدقوا مالم يأخذوه – ولن يأخذوه – من رفيق ! .