صفحة:يسألونك (1946) - العقاد.pdf/263

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

14001 وندع هذه الأضاحيك ونعود إلى موضوع « المؤلفين والمقترحين » الذي كتبنا عنه في الرسالة مقالنا الأخير . فقد وردتني في هذا الموضوع رسائل شتى من مؤيدين ومناقشين ، وخير ماوردنى من رسائل التأييد رسالتان إحداها يقول صاحبها « ا . زين العابدين » : إن كل نسخة من كتاب يقتنيها قارىء مثقف هي رد مطول على أصحاب المقترحات على قلتهم و إن كانوا من ذوى الثقافة والاطلاع . والأخرى يقول صاحبها « محمد عبد الهادي » : إن رضى المؤلف عما كتب قرائه هو العزاء الذي يرجح بكل جزاء و يغنيه حتى عن الإعجاب والثناء . وراقنى فحوى هذه الرسالة على التخصيص لأنني تلقيتها من محض المصادفة في بريد واحد مع مجلة « ورلد ديجست » الإنجليزية وفى صدرها خطـاب معاد لمستر شرشل يتكلم فيه عن « غبطة المؤلفين » ويجعلها - كما يجعل كل غبطة من نوعها – عليا المطامح التي ترتقى إليها آمال الناس في هذه الحياة . فليس في الدنيا ـ كما يقول ـ سعادة أسعد من نجاحك في التوفيق بين موضوع عملك وموضوع سرورك ، أو من اتخاذك العمل سبيلا من سبل الرياضة والرضاء ، وهو يسأل ويطيل في سؤاله بما خلاصته . ماذا يعنيك مما يحدث وراء الأفق الذي تعيش فيه بعملك وسرورك ؟ ليصنع مجلس النواب مابدا له ، وليصنع معه مجلس اللوردات مثل هذا الصنيع ، ولتضطرب الأسواق ، وليثر من يثور ، فلا ضير عليك وأنت منزو في تلك الساعات القلائل ' عن عالم يساء حكمه أو يساء نظامه . - ثم ينتقل إلى الحديث عن الحرية والتأليف فيرى أن أداة التأليف هي أخف الأدوات مئونة وأقلها كلفة لأنها قلم وصفحات من الورق ، وإن أبقى شيء يبقى من وراء أسداد الزمان والمكان هو الكلمات .

قل إنه عزاء المؤلفين يخلقونه من الخيال أو يخلق لهم من وقائع الأيام ، فالمهم أنه قد خلق وأنه قد نزل من نفوسهم منزل العزاء الصحيح . D