صفحة:يسألونك (1946) - العقاد.pdf/266

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ٢٥٨ - وقد بدرت البوادر التي لاخفاء بها فعلم الشرقيون والغربيون أن سياسة بطرس الأكبر - لاسياسة المستقبل – هي التي يترنم بها الببغاوات في هذا البلد وفى غيره من البلدان ، وسيرون المزيد والمزيد من دلائل الرجوع إلى القديم في كل مسألة من مسائل الخلاف بين السلفيين والمستقبليين .

. ومن مقاييس المستقبل التي لاتخطىء ولا تكذب في الدلالة على الوجهة التاريخية العامة مقياس التعاون بين الدول ، أوالتعاون بين الطبقات ، أو التعاون بين الأفراد ، فإن هذا التعاون ملحوظ الخطوات في السياسة الدولية من الزمن القديم إلى الزمن الحديث ، وهو هو كذلك ملحوظ الخطوات في المعاملات التي تشيع بين أبناء الوطن الواحد وسيكون له الشأن الأكبر في علاج مشكلات الاجتماع والاقتصاد على توالى السنين . وبهذا المقياس – بعد مقياس الحرية الفردية – تعتبر الشيوعية من المذاهب الرجعية التي ترجع بنا إلى سيادة الطبقة الواحدة وإن كانت تزعم أنها طبقة وحيـدة وأنها هي طبقة الصناع والأجراء . فسيادة الطبقة الواحدة أقدم الصور التي عرفها الناس ، والشيوعية لا تغير في الأمر غير عنوان الطبقة ... إن صح ما تدعيه. الاجتماعيـة الشتاليہ وأسخف السخف قول ذلك الكاتب الببغاوى إن الشيوعيين « يفضلون , اللغة العامية لأنهم شعبيون مستقبليون » . ومصيبة الدنيا أن تحشو هذه الببغاوات أفواهها بما تسميه تفسير الظواهر الاجتماعية وهي لا تفسر تحت آناقها ما تسمعه بالآذان وتبصره بالعيون فاللغة العامية لغة الجهل والجهلاء وليست بلغة الشعبيين ولا من يحبون

الخير الشعوب . لأن الغنى الجاهل يتكلم اللغة العامية ولا يقرأ اللغة الفصحى ولا يمتاز بفهمها على الفقراء .