صفحة:يسألونك (1946) - العقاد.pdf/271

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

أو لمس أو صلابة أو ليونة أو وزن أو ما شابه هذه الأعراض الكثيرة إلا العدد ؛ فإنه ملازم لكل موجود ، فرداً كان أو أكثر من فرد ، وكاملا كان أو غير كامل وأن الفروق بين الأشياء هي فروقي بين تركيب وتركيب أو فروق بين نسب الأعداد وأن الكون كله « دور موسيقى » هائل يدور على قياس منسجم كما يدير العازف الماهر ألحان الغناء . – ٢٦٣ – وأنشد الكون ألحانه التي لاعداد لها ، وتوالت الفترات التي نعدها نحن بالسنوات والقرون ، وظهر اليوم للباحثين أن الأجسام نسب بين أعداد ، وأن الفارق بينها فارق في هـذه النسب دون غيرها ، وأن التناسق في هذه النسب أصدق من أجرام المادة المدرسة باليدين ، وأن الأصح في تركيب الذرة أن يقال إنه « عددي » لا أنه « مادى » ماموس ) و إذا قال فيثاغورس هذه المقالة قبل خمسة وعشرين قرناً ، فليس من حقه أن توصف مقالته بالفراغ وهى أملأ من فروض العلماء بعده في معنى الوجود وفوارق الأجسام ، وهي على أضعف الأحوال أدق من قول بعض العلماء إن أصل المادة أثير.

وكان الفلاسفة يبحثون في العقل والمادة من عهد الفراعنة إلى عهد اليونان إلى • عهد العرب إلى عهد الأوربيين المحدثين . . يسأل سائل : أها محدثان أو قديمان ؟ ويسأل آخر : وإذا كان محدثين فمن الذي أحدثهما ؟ ويسأل غيرها : وإذا كانا قديمين فكيف يتفق قديمان ليس لواحد منهما ، بداية ولا نهاية ؟ ويعود هذا السائل أو ذاك فيقول : وإذا كان أحدهما سابقاً للآخر وموجداً له فأيهما الأول وأيهما الثاني في ترتيب الوجود ؟ ويفترق المجيبون فيقول فريق منهم : إن الحيوان ظهر بعد الجماد و إن