صفحة:يسألونك (1946) - العقاد.pdf/274

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

3 - ۲۶۶ - من عالم الضرورة إلى عالم الحرية والاختيار ، ومن أسر الحاجة التي لا تخلو من عبودية إلى شرف الكماليات التي لا تخلو من عزة وارتفاع . وقد وددنا لو استطعنا أن نبسط القول في كل كتاب من هذه المجموعة النفيسة لولا أنها حرب خاطفة تقابل بإشارات خاطفة ، و إذا بلغ بأصحاب الفلسفة أن يشكو الناس سرعتهم ونشاطهم ، فتلك علامة خير وحجة على من يحسبون الفلسفة قرينـة للدعة والركون إلى السكون . لكن نشاطهم هـذا يغرينى باقتراح عليهم أوحاه إلى حديث مع أستاذ الجيل وكاشف أرسطو للعرب في هذا الزمان العلامة الكبير أحمد لطفى السيد باشا مد الله في عمره وأدام به النفع والهداية . فالأستاذ قد ترجم لأرسطو كتاب الأخلاق وكتاب الكون والفساد وكتاب السياسة ، وينوى أن يترجم له كتاب الروح أو كتاب ما بعد الطبيعة . وما ترجمه الأستاذ الجليل هو أصح ما نقل عن المعلم الأول إلى اللغة العربية ، وقرين" في الصحة والوضوح لأفضل الترجمات في اللغات الأوربية ولكن لا يزال الغلط البالغ محيطاً بالمنقولات الأخرى عن أرسطو منذ - تصدى له النساطرة والإسرائيليون الأندلسيون ، لأن الجلة من أولئك المترجمين كانوا يجهلون معاني الفلسفة ويجهلون دقائق العربية ، ولا ندرى الآن مبلغ علمهم باليونانية ، وليس أولى بتصحيح أغلاطهم من عصرنا هذا الذي تيسرت فيه مراجع الفلسفة اليونانية وتيسرت فيه العناية بها والترجمة عنها . وقد خطر لى أن ترجمة أرسطو وأفلاطون عسيرة على الفرد إذا استقل بها ، ميسرة للجماعة إذا تعاونت عليها ، فماذا على شبابنا الفضلاء المتفرغين للفلسفة بأنواعها لو تقاسموا بينهم آثار الحكيمين جميعاً ففرغوا منها في عام واحد أوعامين ؟ إن في أرسطو وأفلاطون لما يصلح العقول ويقوم التفكير حتى في هذا الزمان وما تباعد فيـه الخلف بين آرائهما وآراء . رنا حقيق بالدراسة كتلك الآراء الخالدة rec